اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 05:03 صباحاً تواصلت الأسئلة المحرجة داخل ممرّات «سان سيرو»، إذ انهالت على آرني سلوت 16 سؤالاً متتالياً حول أزمة محمد صلاح خلال عشر دقائق ونصف دقيقة، قبل أن يتحوّل الحديث أخيراً إلى مباراة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا. جلس المدرب الهولندي في قلب العاصفة التي فجّرها أحد أكبر نجوم ليفربول عبر تاريخه، ورغم شدة الضغوط، بدا هادئاً ومتماسكاً وهو يجيب في وقت وجد فيه نفسه في موقف شديد الحساسية منذ تصريحات صلاح النارية عقب التعادل 3 - 3 أمام ليدز يونايتد في ملعب «إيلاند رود».
وبحسب شبكة «The Athletic»، لم يكن سلوت بحاجة لمشكلة إضافية، وهو الذي يعاني أصلاً من أسوأ فترة في مسيرته التدريبية مع 4 انتصارات فقط في آخر 15 مباراة، غير أن انفجار صلاح العلني، بعد أسبوع واحد فقط من جلوسه على مقاعد البدلاء، عمّق المأزق ورفع منسوب التوتر. فمن الصعب تصديق أن لاعباً شارك أساسياً في جميع مباريات الدوري منذ تولي سلوت المهمة، قرّر أن يلوّح بإمكانية رحيله بعد أسبوع واحد من استبعاده من التشكيل.
وحين سُئل المدرب عما إذا كان يعتقد أن صلاح لعب بالفعل آخر مباراة له مع ليفربول، قال: «لا فكرة لديّ»، قبل أن يضيف أنه «مؤمن دائماً بوجود فرصة لعودة أي لاعب». جاءت هذه الكلمات بعدما أبدى صلاح نفسه عدم يقين بشأن مستقبله، وسط مراقبة من إدارة النادي لاحتمال طلبه الرحيل في يناير (كانون الثاني). ووفق مصادر رفيعة في النادي، لا تنوي الإدارة بيع اللاعب المرتبط بعقد حتى صيف 2027.
قرار استبعاده من قائمة الفريق المسافرة إلى ميلانو اتّخذه المدير الرياضي ريتشارد هيوز بالتشاور مع سلوت، وبمشاركة مايكل إدواردز، الرئيس التنفيذي لكرة القدم في مجموعة «فينواي». ولم تُفرض أي عقوبة على اللاعب، على أن يُعاد تقييم الموقف قبل لقاء برايتون، وهي المباراة الأخيرة قبل توجه صلاح لمعسكر منتخب مصر استعداداً لكأس الأمم الأفريقية.
وأوضح سلوت: «أبلغناه فقط بأنه لن يسافر معنا. له الحق في الشعور بما يشعر به، وله الحق في قول ما يريد للإعلام، لكن يبقى واجبنا أن نتعامل مع الأمر». وأضاف: «أنا عادة هادئ ومهذب، لكن هذا لا يعني أنني ضعيف». ونفى ما قاله صلاح عن انهيار العلاقة بينهما: «لم أشعر بذلك مطلقاً قبل مساء السبت. عندما أبعدت صلاح عن التشكيل، كان محترماً جداً تجاه زملائه والجهاز الفني، وكان يتدرب بجدية».
وبخصوص اتهام صلاح بأن «أحداً ما» ألقاه «تحت الحافلة»، رد سلوت: «لا يمكنني تفسير ذلك. الوحيد الذي يملك الإجابة هو محمد نفسه».
الانقسام بدا واضحاً بين جماهير ليفربول؛ فالكثيرون رأوا أن صلاح تجاوز الحدود، خصوصاً بعد تراجع مستواه، بينما اعتبر آخرون أن اللاعب تحمّل ما لا يُحتمل، وأنه أصبح «كبش فداء» لمرحلة تراجع الفريق.
وعن الأسباب التكتيكية لاستبعاده من التشكيلة في المباريات الأخيرة، شرح سلوت أن الفريق «يعاني منذ الموسم الماضي أمام أنماط لعب معينة»، وأنه اضطر لتجربة حلول عدة قبل أن يعتمد على لاعب وسط إضافي أمام وست هام، ثم سندرلاند، وأخيراً ليدز، حيث لجأ إلى طريقة 4 - 4 - 2 الماسية، مفضّلاً إشراك هوجو إكيتكي على حساب صلاح في الجانب الأيمن.
ورفض سلوت فكرة أن سلطته تأثرت بما حدث، لكنه يدرك أن الأيام التي كان فيها اسمه يتردد في «آنفيلد» احتفالاً بالتتويج قبل 197 يوماً فقط، باتت بعيدة عن واقع الفريق الحالي، إذ يقبع ليفربول في المركز العاشر بالدوري، بينما تلقّى ضربة موجعة في آمال بلوغ دور الثمانية بدوري الأبطال إثر الخسارة القاسية أمام آيندهوفن.
ورغم الظروف الصعبة - من فقدان ديوغو جوتا في حادث صادم، إلى سلسلة إصابات ومحاولة دمج الصفقات الجديدة - لا يزال مجلس الإدارة متمسكاً بسلوت، لكن الأخير يعرف أن رصيده ليس بلا نهاية؛ فقد ارتكب أخطاء مؤثرة، من بينها إشراك دومينيك سوبوسلاي ظهيراً أيمن، والإبقاء على إبراهيم كوناتيه رغم هفواته المتكررة.
غير أن الحارس أليسون، الذي ظهر في مؤتمر ميلانو بعد سلوت، شدد على أن غرفة الملابس «لا تزال خلف المدرب بالكامل»، رغم خروج صلاح عن الصف، قائلاً: «لا أعتقد أن محمد قصد الإساءة. اللاعب الكبير لا يرتاح عندما يجلس على الدكة، ومن حقه أن يتحدث، لكنه يتحمّل تبعات ذلك». وأضاف: «نثق في سلوت وفي أسلوبه وقدرته على إنقاذ الموسم. المسؤولية مشتركة بيننا وبينه».
وهكذا يقف سلوت أمام لحظة مفصلية: الدعم موجود... لكنه ليس غير محدود، والنتائج وحدها ستُحدد قدرته على تجاوز العاصفة.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير





