كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 12:58 مساءً تزايد عدد اليهود الكنديين الذين يفكرون في مغادرة البلاد بسبب تصاعد “معاداة السامية”، فيما بدأت منظمة غير ربحية أمريكية تحثهم على التوجه إلى مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما.
أطلقت المنظمة برنامجًا باسم “Lech L’Tulsa” – وهو تلاعب على العبارة العبرية “Lech Lecha” (امضِ قدمًا) – وبدأت بالفعل في تقديم رحلات مدفوعة إلى المدينة الواقعة في الغرب الأوسط، على غرار برنامج “Birthright” الشهير الذي يقدم جولات مجانية إلى إسرائيل.
وقال المنظم مايكل ساكس، وهو نفسه وافد كندي حديث إلى تولسا: “للأسف، الوضع في كندا قاتم جدًا الآن”، وأضاف أن “Lech L’Tulsa” هو إشارة إلى اليهود الكنديين بأن “نداءاتكم لا تقع على آذان صماء”.
ومن المقرر أن تنطلق أول رحلة جماعية للكنديين في نهاية فبراير، ويتم الترويج لها داخل المجتمعات اليهودية الكندية تحت شعار: “من كندا إلى مجتمع – ابحث عن منزلك في تولسا!”.
وتشمل خطة الرحلة جولة بالدراجات الكهربائية في وسط المدينة، وزيارات للحدائق المحلية، وبعض العروض العقارية، وجولة في مصنع جعة، وبمقابل إضافي، يمكن للمشاركين تمديد رحلتهم لحضور مباراة هوكي بعنوان “التراث اليهودي”.
مجتمع صغير يسعى لجذب المهاجرين
قد لا تبدو تولسا خيارًا واضحًا لليهود الباحثين عن مكان جديد، إذ يُقدَّر عدد سكانها اليهود بحوالي 2000 شخص فقط ضمن منطقة حضرية يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.
لكن المجتمع اليهودي الصغير في تولسا كان نشطًا في جذب الهجرة اليهودية إلى المدينة، جزئيًا لمواجهة ظاهرة مغادرة الشباب اليهود الذين نشأوا في تولسا بعد التخرج.
وتأسست منظمة “Tulsa Tomorrow” عام 2017 كمنظمة يهودية غير ربحية تهدف إلى جذب الشباب اليهود إلى المدينة “للحفاظ على قوة المجتمع”.
وأُطلق برنامج “Lech L’Tulsa” بالتعاون مع الاتحاد اليهودي في تولسا، وهو أول برنامج يستهدف الكنديين تحديدًا.
وإلى جانب رحلة التعريف، يقدم البرنامج للكنديين المحتملين تعويضًا ماليًا قدره 4000 دولار أمريكي للمساعدة في الانتقال، بالإضافة إلى وصول مخفض إلى خدمات دعم الهجرة.
وقال ساكس، وهو مدير رفيع في الاتحاد اليهودي لتولسا، إن العرض للكنديين يجمع بين القدرة على تحمل التكاليف والشعور النسبي بالأمان.
وعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط سعر المنزل في تولسا حوالي 290 ألف دولار، أي أقل من نصف متوسط السعر في كندا الذي وصل إلى 680 ألف دولار في نهاية عام 2025.
هجرة بدافع الأمان ومفارقة تاريخية
غادر ساكس كندا في الصيف بدعم من “Tulsa Tomorrow” بعد 30 عامًا قضاها في فانكوفر.
وفي مقال رأي نشره في صحيفة “National Post”، أشار إلى تصاعد معاداة السامية في كندا باعتبارها القشة الأخيرة في بلد أصبح أقل قدرة على العمل وأقل قدرة على تحمل التكاليف.
وزعم: “لقد تم تخريب المعابد اليهودية، وإطلاق النار على المدارس اليهودية، وتخويف المعلمين اليهود، وإساءة معاملة الموظفين اليهود في أماكن عملهم، ومعاملة أعضاء النقابات كمواطنين من الدرجة الثانية”.
وأضاف: “لم أعد أستطيع أن أطلب من أطفالي البقاء في مكان حيث سلامتهم غير مؤكدة، وكرامتهم قابلة للتصرف، ومستقبلهم مهدد”.
وقال ساكس: “كندا، سواء أردنا الاعتراف بذلك أم لا، أصبحت خبرًا دوليًا كثيرًا بسبب كراهية اليهود”.
ويصعب تحديد عدد اليهود الكنديين الذين وضعوا خطة “خروج” من كندا مثل ساكس، ففي يوليو، نشرت مجلة “National Review” الأمريكية تقريرًا عن عدة يهود كنديين انتقلوا إلى الولايات المتحدة بسبب مخاوف أمنية، بينهم المستشارة السياسية في أوتاوا جورجان بيرك، وهم جزء من اتجاه أوسع للهجرة الخارجية، الذي وصل إلى مستويات قياسية.
وأظهرت أحدث أرقام هيئة الإحصاء الكندية أنه خلال الأشهر الـ12 الماضية، غادر 120,401 مواطن ومقيم دائم كندا – أي بمعدل حوالي 328 مهاجرًا يوميًا.
وإذا كان اليهود الكنديون ينتقلون إلى تولسا بحثًا عن الأمان من التمييز، فإن ذلك يمثل مفارقة تاريخية مقارنة بما حدث قبل 100 عام، عندما شهدت كندا موجة من سكان أوكلاهوما الذين لجأوا إليها لنفس السبب.
ففي السنوات التي سبقت مذبحة تولسا العرقية عام 1921، وهي هجوم دموي دمّر المجتمع الأسود في المدينة، استقبلت كندا عدة قطارات محملة بسكان أوكلاهوما السود الذين سعوا للاستقرار في ألبرتا، وقد أسسوا مجتمع “Amber Valley” في شمال ألبرتا.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير. c 1976-2016 Arab News24 Int'l - Canada : كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
أخبار متعلقة :