جنسية سانتا كلوز تُشعل مواجهة بين كندا ودول أخرى حول القطب الشمالي

كتبت: كندا نيوز:الأربعاء 24 ديسمبر 2025 10:58 صباحاً أعلنت كندا أن سانتا كلوز مواطن كندي، وتدّعي أن سيادتها تمتد إلى مقر إقامته وورشته في القطب الشمالي.

ورغم أن الحكومة الفيدرالية أعلنت جنسية سانتا الكندية عام 2008، فإن سيادتها على القطب الشمالي ما زالت محل نزاع، ولم تصدر الأمم المتحدة قرارًا بشأن مطالب كندا بتوسيع نفوذها في القطب.

وتدّعي دول أخرى، منها فنلندا والدنمارك، أن سانتا يعيش ويعمل داخل حدودها.

الرسائل إلى سانتا كلوز

تتلقى مؤسسة البريد الكندي كل عام أكثر من مليون رسالة موجهة إلى سانتا كلوز، الشخصية الأسطورية المعروفة بتوزيع الهدايا على الأطفال حول العالم ببدلته الحمراء والبيضاء، وربما تكون تلك الألوان رمزًا لفخره الكندي، إذ إن عنوانه البريدي يشير إلى أنه يقيم في كندا.

الحقائق الرسمية

يسجل البريد الكندي عنوان سانتا على أنه القطب الشمالي، كندا، مع الرمز البريدي H0H 0H0.

وفي عام 2008 أعلن جايسون كيني، وزير الجنسية والهجرة والتعددية الثقافية آنذاك، أن سانتا مواطن كندي.

وقال كيني حينها: “تتمنى حكومة كندا لسانتا كل التوفيق في مهامه ليلة عيد الميلاد، وتؤكد له أنه كمواطن كندي يملك الحق التلقائي في العودة إلى كندا بعد انتهاء رحلته حول العالم”.

وفي عام 2010 أكد كيني مرة أخرى وضع سانتا كمواطن كندي، وقال إن الرجل المرح شارك في مراسم تجنيس خاصة مع 100 شخص آخرين.

وتضمن البيان الصحفي عن المراسم إشارات إلى التزام كندا بـ “الاستثمار في إجراءات تعزز سيادة كندا وتخلق المزيد من الفرص الاقتصادية في الشمال”.

ثم في عام 2013 أصدرت كندا جوازات سفر إلكترونية لسانتا وزوجته، وقالت إنهما يخططان لاستخدامها في عطلة بفلوريدا بعد انتهاء مهام عيد الميلاد، ولكن ليس الجميع يتفق على مكان إقامته الرسمي.

سيادة كندا على القطب الشمالي

قبل أسابيع من إعلان كيني جنسية سانتا، أعلنت الحكومة الفيدرالية تشريعًا يوسع مطالبة كندا بالسيادة على المياه القطبية.

وعدل القانون المعروف بـ “قانون منع تلوث مياه القطب الشمالي” تعريف المياه القطبية من 100 ميل بحري إلى 200 ميل بحري.

ورغم أن التعديل جاء جزئيًا لمنع التلوث من السفن، فإنه ساعد أيضًا في تعزيز مطالب كندا بالسيادة على المنطقة.

وتعلن كندا سيادتها على مياه أرخبيل القطب الشمالي، الذي يتكون من آلاف الجزر غير المأهولة في الغالب، ويشمل الممرات التي تشكل الممر الشمالي الغربي، وتشمل المنطقة التي تطالب بها كندا، مقر إقامة سانتا المزعوم.

وبموجب القانون الدولي، لا يملك أي بلد القطب الشمالي أو المياه المحيطة به، لكن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار تمنح كندا وغيرها من الدول القطبية حقوقًا سيادية في “منطقة اقتصادية حصرية” تمتد 200 ميل بحري من سواحلها.

وبموجب قانون الأمم المتحدة يمكن لكندا وغيرها من الدول تمديد أراضيها إلى ما بعد 200 ميل بحري إذا أثبتت أن جرفها القاري يمتد إلى أبعد من ذلك.

وفي عام 2022 قدمت كندا طلبًا لتمديد مطالبتها بالجرف القاري الذي قدمته عام 2019، حيث طالبت بمساحة إضافية قدرها 1.2 مليون كيلومتر مربع.

ومن اللافت أن كندا طالبت بجرف لومونوسوف، وهو سلسلة جبلية تحت البحر تصل إلى القطب الشمالي، باعتباره جزءًا منها.

لكن روسيا والدنمارك وغرينلاند قدمت مطالب مشابهة، ولم تصدر الأمم المتحدة قرارًا بشأن مطالبة كندا، لذا من الأدق وصف مقر سانتا في القطب الشمالي بأنه يقع في مياه دولية.

دول أخرى تدّعي إقامة سانتا

كان القديس نيكولاس، القديس المسيحي الذي يُعتقد أنه مصدر الإلهام لشخصية سانتا الحديثة، يعيش في المنطقة المعروفة اليوم بتركيا ولم يكن له أي صلة بكندا.

وهناك أيضًا خلاف حول ما إذا كان مقر سانتا فعليًا في القطب الشمالي.

وتصف مدينة روفانييمي في شمال فنلندا نفسها بأنها “الموطن الرسمي لسانتا كلوز”، وتقول إنها تعمل كمكتبه، بينما يقع منزله الأصلي في جبل كورفاتونتوري.

ويعتقد كثير من الدنماركيين وسكان غرينلاند أن سانتا يعيش في مدينة أوماناق في غرينلاند بسبب برنامج تلفزيوني للأطفال، وتضم المدينة صندوق بريد أحمر ضخم يتلقى رسائل موجهة إلى سانتا.

أما كندا، فيبدو أنها الدولة الوحيدة التي منحته الجنسية، ولحسن الحظ، لا يبدو أن مسألة إقامة سانتا وجنسيته ستؤثر على خططه لتوزيع الهدايا في 24 ديسمبر.