أمين عام الناتو يحذر من حرب وشيكة مع روسيا ويدعو أوروبا للتحرك فوراً

كتبت: كندا نيوز:الجمعة 12 ديسمبر 2025 09:46 صباحاً وجّه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، تحذيراً شديد اللهجة من أن حرباً مع روسيا باتت وشيكة، وحثّ الحلفاء الأوروبيين على التحرك الفوري وإلا سيواجهون صراعاً على نطاق يُضاهي الحروب التي عانت منها الأجيال السابقة.

وفي كلمة ألقاها في برلين يوم الخميس، انتقد روته العديد من أعضاء الناتو لتهاونهم وتجاهلهم التهديد القادم من موسكو.

وشدد على ضرورة أن تزيد أوروبا إنفاقها الدفاعي بشكل عاجل وأن تُسرّع إنتاج الأسلحة لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال روته: “نحن الهدف التالي لروسيا. أخشى أن الكثيرين ما زالوا متهاونين. الكثيرون لا يُدركون مدى إلحاح الوضع. والكثيرون يعتقدون أن الوقت في صالحنا. هذا غير صحيح. لقد حان وقت العمل”.

وأضاف: “الصراع على أعتابنا. لقد أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا. يجب أن نكون على أهبة الاستعداد”.

وحذر روته من أن روسيا قد تكون مستعدة لاستخدام القوة العسكرية ضد الناتو خلال السنوات الخمس المقبلة، كما حذّر من أنه بدون استثمار فوري، قد تجد أوروبا نفسها منخرطة في حرب تُذكّر بالصراعات الكارثية التي دمرت القارة في القرن العشرين.

تزامن تحذير روتّه مع محادثات عاجلة في كييف، حيث التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقادة ومسؤولين من نحو ثلاثين دولة تدعم جهود أوكرانيا للتوصل إلى شروط عادلة لإنهاء الصراع مع روسيا.

وكان من المتوقع أن ينضم قادة ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا إلى الاجتماع، عبر تقنية الفيديو، وأشار زيلينسكي إلى أن المحادثات عُقدت على عجل لأن المسؤولين الأوكرانيين سعوا لتجنب الضغوط التي قد تدفعهم إلى قبول مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتوصل إلى تسوية سريعة.

وتحاول الحكومات الأوروبية توجيه مفاوضات السلام لأنها تعتبر مصالحها الأمنية متورطة بشكل مباشر.

وصرح الرئيس الأمريكي الحالي يوم الأربعاء بأنه ناقش مع القادة الأوروبيين مقترحات عبر الهاتف بلهجة حازمة، مضيفًا أن على زيلينسكي أن يكون واقعيًا بشأن موقف بلاده من خطة السلام التي قد تتضمن التنازل عن أراضٍ أوكرانية لروسيا، ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل.

وقد استغرقت محاولة ترامب الأخيرة للتوسط في التوصل إلى تسوية وقتًا أطول من المتوقع، وكان قد حدد في البداية مهلة صارمة لكييف لقبول خطة السلام قبل نهاية نوفمبر، بالتزامن مع عطلة عيد الشكر.

كما انقضت المهل السابقة التي حددتها واشنطن للتوصل إلى اتفاق دون إحراز أي تقدم.

وتحرص روسيا بدورها على إظهار مشاركتها في مبادرات السلام التي يقودها ترامب، سعيًا منها لتجنب فرض عقوبات إضافية من الولايات المتحدة.

وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس بأن روسيا قدمت “مقترحات إضافية تتعلق بضمانات الأمن الجماعي”، التي تعتبرها أوكرانيا والدول الأوروبية ضرورية لردع أي عدوان مستقبلي.

وأوضح لافروف قائلًا: “ندرك أنه عند مناقشة ضمانات الأمن، لا يمكننا التركيز على أوكرانيا وحدها”، دون الخوض في تفاصيل مقترحات الكرملين.

في غضون ذلك، نفّذت أوكرانيا واحدة من أكبر هجماتها بطائرات مسيّرة منذ بدء النزاع الذي دام قرابة أربع سنوات، ما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطارات موسكو الأربعة لمدة سبع ساعات.

كما تأثرت مطارات في ثماني مدن روسية أخرى، وفقًا لهيئة الطيران المدني الروسية (روسافياتسيا).

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت 287 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية.

ويبدو أن هذا الاستعراض لقدرة أوكرانيا على ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية يهدف إلى دحض رواية موسكو بأن الغزو يصبّ في مصلحة روسيا بشكل كبير.

ويشير المحللون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى تصوير نفسه كمفاوض من موقع قوة، ومع ذلك، فمنذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022، لم تسيطر روسيا إلا على نحو 20% تقريبًا من الأراضي الأوكرانية.

وتشير الدلائل إلى أن مفاوضات السلام تقترب من منعطف حاسم، فقد صرّح قادة أوروبيون يوم الأربعاء بأن المحادثات وصلت إلى “لحظة حرجة”.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا ستنسق مع الدول الأوروبية على المستوى الثنائي الأسبوع المقبل.

وقال: “أوكرانيا تتصرف بسرعة”.