Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

قطر تعزز جهودها الإنسانية تجاه السودان

اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 08:03 صباحاً محليات 24 حصاد 2025..
30 ديسمبر 2025 , 03:44م

الدوحة - قنا

واصلت دولة قطر أداء دورها الإنساني الفاعل في دعم جمهورية السودان الشقيقة في ظل استمرار تداعيات الحرب والأزمة الإنسانية المعقدة التي تمر بها البلاد، حيث يأتي هذا الدور والدعم انسجاما مع ثوابت السياسة الخارجية القطرية القائمة على تعزيز الاستقرار الإقليمي وترسيخ العمل الإنساني، والوفاء بالمسؤوليات الدولية تجاه الشعوب المتضررة من النزاعات.

وقد مثل عام 2025 محطة بارزة في مسيرة الدعم القطري المتواصل للسودان، على المستويين الثنائي والدولي بما يعكس التزام دولة قطر بمساندة الشعب السوداني والتخفيف من معاناته الإنسانية.

وقد ظلت العلاقات بين دولة قطر وجمهورية السودان في كل مراحلها التاريخية والمعاصرة تشهد تطورا ملحوظا على جميع المستويات، لا سيما في الجوانب الإنسانية، وذلك في ظل التحولات العديدة التي شهدها السودان منذ مطلع القرن الحادي والعشرين وحتى اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، حيث ظلت قطر تقف إلى جانب السودان في كل الأزمات والصعوبات التي يواجهها.

ولم تقتصر مساهمات دولة قطر تجاه السودان على الإطار الثنائي بين البلدين فحسب، بل اتسعت لتأخذ بعدا دوليا من خلال مشاركات فاعلة في المؤتمرات الاقتصادية والإنسانية الدولية الهادفة إلى دعم السودان سياسيا واقتصاديا. وقد واصلت دولة قطر تأكيد التزامها الثابت بدعم السودان والوفاء بتعهداتها السابقة التي أعلنتها في مختلف المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية المعنية بالشأن السوداني، مع التأكيد على استعدادها لمواصلة هذا الدعم بما يسهم في تعزيز الاستقرار ودعم جهود التعافي وإعادة البناء.

وبينت الأرقام والإحصائيات الصادرة من المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، حجم الدمار والخراب الذي لحق بالبلاد في جميع مناحي الحياة جراء الحرب، مما وضع السودان ضمن أكثر الدول من حيث أعداد النازحين واللاجئين الفارين من سعير المعارك في المدن والأرياف إلى أماكن تتوفر فيها الحدود الدنيا للأمن من الجوع والخوف.

وضمن المجهودات الدولية للحد من آثار وتداعيات الحرب المشتعلة في السودان، وإعادة إعمار ما خلفته من دمار وأزمات، ترأست دولة قطر في يونيو 2023، بشكل مشترك مؤتمرا رفيع المستوى بغرض إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان، وذلك مع كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية ومنظمة الأمم المتحدة، ممثلة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" والاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وخلال المؤتمر، أعلن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تعهد دولة قطر بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وذلك انطلاقا من مسؤولية قطر الأخوية وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الأشقاء في السودان، ومواصلة لجهودها الإنسانية والإنمائية المستمرة في السودان الشقيق.

كما أطلقت قطر عبر صندوق قطر للتنمية مبادرة إنسانية في إقليم وداي شرق تشاد لمساعدة نحو 2000 أسرة لاجئة من المتضررين من الحرب، ووقعت في أكتوبر 2024 اتفاقية مع المفوضية بقيمة مليوني دولار أمريكي لتقديم مساعدات أساسية في جنوب السودان لنحو 240 ألف شخص فروا من الصراع في السودان، كما قدمت دولة قطر في نوفمبر 2025 مساعدات إغاثية وإنسانية إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية.

كما لم تقتصر جهود دولة قطر في تقديم المساعدة والدعم للمتضررين من الحرب في السودان على المبادرات المباشرة فحسب، بل ترأست أيضا أعمال الدورة غير العادية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب على المستوى الوزاري، والتي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي، لمناقشة الوضع الإنساني الراهن في السودان وتعزيز سبل تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني.

وفي 15 أبريل من العام 2025 وفي تجمع دولي آخر شاركت دولة قطر في مؤتمر لندن حول الوضع الإنساني في السودان، حيث مثلت دولة قطر سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، التي جددت موقف دولة قطر الثابت والداعم لوحدة وسيادة السودان، مع العمل على مضاعفة جهود وقف إطلاق النار وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ودعم النساء والأطفال وحماية المدنيين.

وقد أظهرت هذه المؤتمرات بوضوح أن الدور الإنساني لدولة قطر، المتمثل في دعم المبادرات والجهود الدولية لتحقيق التنمية وتخفيف المعاناة عن ضحايا الأزمات والكوارث ومواجهة التحديات العالمية، ينبع من إيمانها بأهمية الشراكة والتعاون الدوليين في هذا المجال.

وقد برهن ذلك على حرص قطر على تقديم الدعم الكامل والمستمر للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في السودان، من خلال المشاركة الفاعلة في رعاية المؤتمر رفيع المستوى لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة في عام 2023، إلى جانب عمل المنظمات الإنسانية القطرية على تقديم الدعم وتنفيذ مشاريع متنوعة في العديد من المجالات الإنسانية للتغلب على الآثار السلبية للنزاع.

كما أعلنت قطر خلال العام 2025 عن تعهدها بتقديم 75 مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان والخطة الإقليمية للاجئين، وأعلنت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، أمام مؤتمر لندن لدعم السودان عن تخصيص مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لدعم البرامج الموجهة للنساء في مناطق النزاع في السودان، لتثبت دولة قطر عبر مشاركاتها في كافة المؤتمرات الاقتصادية الدولية التي عقدت دعما للسودان، أنها تتبنى سياسة خارجية قائمة على دعم الاستقرار الإقليمي من خلال أدوات التنمية والاقتصاد.

ودائما في إطار ما تقوم به قطر من جهود لدعم السودان، قدمت قطر الخيرية في بداية الحرب في السودان 5 آلاف و635 طنا من المساعدات الإنسانية لنحو مليون و750 ألف نازح بالولايات والمناطق الآمنة في البلاد، واستمرت مساعدتها متصلة وغير منقطعة خلال سنوات الحرب.

كما ظلت فرقها الفنية تقوم خلال العام الجاري بتنفيذ حزم جديدة من التدخلات الصحية في السودان شملت توفير ماكينات غسيل الكلى وحضانات للأطفال والأدوية اللازمة لمجابهة وباء الكوليرا وتوفير الخدمات الصحية للنازحين، حيث جاءت تدخلاتها الصحية مواصلة لجهودها المتصلة خلال ثلاثة أعوام من الأزمة الإنسانية في السودان، نفذت خلالها تدخلات نوعية في مجالات الأمن الغذائي والصحة والمواد غير الغذائية ودعم المرأة والطفل والمياه والإصحاح.

وظلت تعمل على تنفيذ عدد من المشاريع ذات الأثر الكبير إذ تنتشر فرقها في عدد من الولايات لتوزيع آلاف السلل غذائية ومئات الأطنان من المواد الغذائية بتمويل من صندوق قطر للتنمية، حيث جرى التنفيذ بالاشتراك مع جمعية الهلال الأحمر القطري في السودان.

وبتمويل من صندوق قطر للتنمية، قدمت قطر الخيرية مئات الأطنان من المساعدات عبر عدد من الجسور الجوية احتوت على المواد الغذائية والأدوية والأجهزة والمعدات الطبية ومواد الإيواء التي وصلت للمستفيدين الأكثر احتياجا ضمن جهود الاستجابة الإنسانية المتواصلة.

وشكلت المساعدات الطبية والغذائية المقدمة إسنادا متقدما للوضع الصحي المتأزم في السودان، كما تكفلت قطر الخيرية بدفع رواتب الكوادر الطبية العاملة في مستشفى النو بأم درمان الذي شهد ترددا عاليا من المرضى بعد توقف مئات المستشفيات الأخرى بالعاصمة الخرطوم.

وبادرت قطر الخيرية مبكرا بتنفيذ مشروع العيادات المتنقلة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والأدوية مجانا عقب انتشار الأمراض المعدية في مخيمات اللاجئين العالقين في عدد من المدن السودانية، وتنقلت العيادات بين أماكن مخيمات وتجمعات العالقين والنازحين.

وبعد إطلاق وزارة الصحة السودانية نداء عاجلا للتدخل عندما أوشك مخزون الأدوية المنقذة للحياة لمرضى السرطان والفشل الكلوي على النفاد، كانت قطر الخيرية أول المتدخلين حيث تم إرسال جسر جوي وفر عشرات الأطنان من الأدوية شبه المنعدمة للإسهام في سد حاجة كبيرة لنحو ثمانية آلاف مريض في ولايات السودان المختلفة، كما نفذت مشروع العودة الآمنة للمدارس بتوفير إيواء بديل للنازحين المتواجدين بعدد من مدارس مدينة بورتسودان لتمكين الطلاب من الدراسة.

 

وكان للمكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في السودان خلال عام 2025 الدور البارز في تنفيذ تدخلات إنسانية عاجلة في عدد من المدن السودانية التي تأثرت بتداعيات الحرب، لا سيما في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، استجابة لنداء مفوضية العون الإنساني السودانية، إثر تدهور أوضاع النازحين القادمين من مناطق النزاع في ولايتي شمال دارفور وكردفان، والذين يقدر عددهم بنحو 95 ألف شخص.

وواصل الهلال الأحمر القطري خلال العام الجاري تشغيل العيادات المتنقلة لتقديم الخدمات الطبية الطارئة والرعاية الصحية الأولية داخل مجمعات النازحين، خاصة في مجمع العفاض للنازحين بالولاية الشمالية، كما استوعب كوادر طبية نازحة من مدينة الفاشر تشمل أطباء وممرضين وقابلات للعمل ضمن الطاقم الطبي، بما يتيح تشغيلها على مدار الساعة، وتم التنسيق مع مستشفى الدبة لاستقبال الحالات المرضية المحولة التي تتطلب رعاية طبية متقدمة.

واستمر الهلال الأحمر القطري خلال 2025 في تقديم مساعدات نوعية إلى الشرائح المجتمعية الضعيفة بعدد من ولايات السودان، تضمنت مساعدات صحية خاصة بالنساء والأطفال وحقائب إسعافات أولية، بالإضافة إلى مساعدات أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال وكبار السن.

وقد ظلت المساعدات والمبادرات التي يقدمها الهلال الأحمر القطري طوال الثلاث سنوات الماضية من الحرب موضع ترحيب من وزارة الصحة السودانية المركزية والولائية، حيث أكدت تقديرها للدور الإنساني للهلال الأحمر القطري واستعداده الدائم لدعم المجتمعات المتضررة، مجددة التزامها بالتعاون لتعزيز الاستجابة الصحية داخل مجمعات النازحين والمتضررين من الحرب.

كما أسهم الهلال الأحمر القطري في دعم مستشفيات الأطفال والطوارئ في عدد من المدن السودانية، بكمية من الأدوية والمستهلكات الطبية الخاصة بالعمليات الصغيرة، إلى جانب تزويد إدارات الصحة الإنجابية بمواد لرعاية المواليد والأمهات قبل وبعد الولادة.

وقد ثمن السيد فتح الرحمن محمد أحمد طه وزير الرعاية الاجتماعية المكلف بولاية الجزيرة السودانية جهود دولة قطر ووقوفها الدائم إلى جانب السودان، معبرا عن شكره وتقديره للمساعدات الكبيرة التي قدمتها لبلاده جراء الأزمة الحالية.

ونوه، لدى زيارته مقر الهلال الأحمر القطري بمدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر في نهاية أغسطس الماضي، بالمساعدات النوعية المختلفة التي وفرها للمتضررين من الأزمة بالولاية التي تستضيف أربعة ملايين نازح فروا إليها هربا من النزاع الدائر في الخرطوم، وبخاصة في قطاعات الصحة، ومنها افتتاح صيدلية مجانية بمستشفى مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، ما أسهم في شفاء وإنقاذ أرواح كثير من النازحين غير المقتدرين.

وفي نوفمبر الماضي، أرسلت دولة قطر مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية بجمهورية السودان، في إطار التزامها الثابت بدعم الشعب السوداني الشقيق، لا سيما في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.

وشملت المساعدات نحو 3 آلاف سلة غذائية و1650 خيمة إيواء ومستلزمات أخرى، مقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، لدعم النازحين من مدينة الفاشر والمناطق المجاورة، ليستفيد منها أكثر من 50 ألف شخص، فضلا عن إنشاء مخيم خاص بالمساعدات القطرية تحت مسمى "قطر الخير".

ويعد هذا الدعم امتدادا لجهود دولة قطر المتواصلة في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق، وتجسيدا لدورها الريادي في تعزيز الاستجابة الإنسانية وبناء جسور التضامن.

وفي ذات الشهر على الصعيد الدبلوماسي، أكدت دولة قطر موقفها الثابت الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه وحق شعبه في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، حيث جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، خلال الجلسة الاستثنائية الثامنة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان.

وجددت سعادتها حرص دولة قطر على حماية حقوق الإنسان في السودان، ورفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، كما أكدت موقف دولة قطر الداعي إلى وقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي يضمن وحدة البلاد وسيادتها، مؤكدة ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنهاء المأساة الإنسانية.

وخلال الثلاث سنوات الماضية، ظلت دولة قطر تؤكد على ضرورة تشكيل أي مقاربة دولية للملف السوداني، في مقدمتها الحفاظ على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وتحقيق مصلحة الشعب السوداني الشقيق.

ويختتم عام 2025 بتأكيد استمرار الدور القطري الداعم للسودان إنسانيا بوصفه نهجا ثابتا لا تحكمه الظرفية، بل رؤية استراتيجية تقوم على نصرة الشعوب المتضررة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم الحلول السلمية، بما يعكس التزام دولة قطر الراسخ بمبادئ التضامن الدولي والعمل الإنساني.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :