❖ غزة - وكالات
نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ثلة من قادتها الشهداء ورموزها، الذين ارتقوا خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وأكدت كتائب القسام استشهاد الناطق باسمها أبو عبيدة في غارة إسرائيلية قبل عدة شهور في مدينة غزة. جاء ذلك عبر كلمة مصورة ألقاها المتحدث العسكري الجديد للحركة، نعى فيها، إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم كوكبة من قادتها ومجاهديها، يتقدمهم القائد الكبير محمد السنوار (أبو إبراهيم)، قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي قاد الكتائب في مرحلة بالغة الصعوبة خلفًا للشهيد محمد الضيف. وزفت القسام القائد محمد شبانة (أبو أنس)، قائد لواء رفح، الذي ارتقى برفقة القائد محمد السنوار، إضافة إلى القائد حكم العيسى (أبو عمر)، الذي حمل أمانة الجهاد في فلسطين وعرفته ساحات لبنان وسوريا وبلاد عدة قبل أن يستقر في غزة. وأعلنت استشهاد القائد الشيخ رائد سعد (أبو معاذ)، قائد ركن التصنيع العسكري في القسام وقائد ركن العمليات الأسبق، والذي ختم مسيرته في قيادة التصنيع العسكري، إلى جانب استشهاد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
وقال الناطق الجديد باسم القسام في كلمة متلفزة بثتها فضائية الأقصى التابعة لحماس، إن القسام «تزف الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة صوت الأمة الهادر ورجل الكلمة» مبينة أن اسم أبو عبيدة هو «حذيفة سمير عبد الله الكحلوت». وقال المتحدث إن الحركة تعلن للمرة الأولى الاسم الحقيقي لـ»الرجل المقنع»، وهو: حذيفة الكحلوت أبو إبراهيم.
ونعى الناطق باسم كتائب القسام القائد حذيفة سمير عبيدة الكحلوت «أبو عبيدة»، قائد منظومة إعلام القسام، مشيرًا إلى أنه ترجل بعد عقدين من إغاظة الأعداء وإثلاج صدور المؤمنين، ونقل للعالم مجريات «طوفان الأقصى» وبطولات مجاهدي غزة بأبهى صورها، في أداء مشرف شاهده الصديق والعدو.
وأكد الناطق باسم القسام أن السابع من أكتوبر شكّل «انفجارًا مدويًا في وجه الظلم والقهر والحصار»، مشيرًا إلى أن «طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأيقظ ضمائر الأحرار في العالم».
وأوضح أن وقف إطلاق النار في غزة وتوقف شلال الدم جاء ثمرة صمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاوميه، لافتًا إلى أنه رغم ما جرى من اعتداءات وخروقات منذ توقف الحرب، والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، أدت المقاومة ما عليها من التزامات وتعاملت بكل مسؤولية مراعاةً لمصالح أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن حق المقاومة في الرد على جرائم الاحتلال «حق أصيل ومكفول»، داعيًا جميع المعنيين إلى لجم الاحتلال وإجباره على الالتزام بما تم الاتفاق عليه. وأضاف: «شعبنا يدافع عن نفسه، ولن يتخلى عن سلاحه ما دام الاحتلال قائمًا، ولن يستسلم ولو قاتل بأظافره، وفي رفح ورجالها الأبطال الذين فضّلوا الشهادة على الاستسلام خير شاهد ودليل». وأكد الناطق الجديد أن القسام ماضية على العهد، مضيفًا: «ورثنا عن القائد حذيفة الكحلوت لقبه أبو عبيدة، وورثنا عهدًا أن نواصل المسير».
- «أبوعبيدة».. أيقونة المقاومة الفلسطينية
ارتبط حضور الشهيد حذيفة الكحلوت الناطق باسم كتائب القسام بالكوفية الحمراء والعصبة الخضراء التي لم تفارقه في إطلالاته المصورة، حيث لم يكن «أبوعبيدة» مجرد لقب إعلامي، بل تحوّل خلال 21 عامًا إلى أيقونة للمقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وكان كل ظهور له حدث استثنائي يتابعه الصديق والعدو على حد سواء.
وبرز اسمه بشكل لافت في 25 يونيو 2006، حين أعلن تنفيذ عملية “الوهم المتبدد” التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط. وُلد حذيفة سمير الكحلوت في 11 فبراير 1984 في السعودية، وعاش في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، حيث تلقى تعليمه في مدارس وكالة «أونروا»، ونشط في الكتلة الإسلامية خلال دراسته الثانوية بمدرسة أحمد الشقيري. وتخرج من الثانوية العامة بتفوق عام 2002، قبل أن يدرس الهندسة ثم يحوّل إلى كلية أصول الدين، ويحصل لاحقًا على درجة الماجستير في العقيدة من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2013. التحق «أبو عبيدة» مبكرًا بصفوف حركة حماس وكتائبها العسكرية مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وتدرج في مهامه الميدانية والإعلامية، ليظهر للمرة الأولى في مؤتمر صحفي داخل مسجد النور شمالي القطاع خلال معركة «أيام الغضب» عام 2004، ويصبح منذ ذلك الحين الواجهة الإعلامية للقسام. ومع انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، حمل رسميًا صفة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام، وتولى رئاسة دائرة الإعلام العسكري، مشرفًا على التوثيق والتصوير والعمليات النفسية وإدارة المنصات الإعلامية، وارتبط اسمه بإعلانات العمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية. وبرز دوره بصورة غير مسبوقة خلال الحروب المتعاقبة على غزة، لا سيما في معركتي “الفرقان” و”العصف المأكول”، حيث شكّلت بياناته الصوت الرسمي للميدان، وكشف خسائر الاحتلال وإنجازات المقاومة، وصولًا إلى معركة “طوفان الأقصى” التي أصبح فيها رمزًا لصوت غزة والمقاومة. وعلى مدار أكثر من عقدين، مثّل «أبو عبيدة» صوت الحقيقة في معركة الرواية، وأحد أبرز وجوه المقاومة الفلسطينية، حتى آخر ظهور له في 18 يوليو 2025، حين أكد جاهزية الفصائل لخوض «معركة استنزاف طويلة» ضد الاحتلال. وفي 30 أغسطس 2025، استهدفته طائرات الاحتلال في حي الرمال غربي مدينة غزة، لتعلن كتائب القسام امس استشهاده، بعد أن فقد ثلاثة من أبنائه وزوجته في عملية اغتياله، فيما بقي ابنه البكر إبراهيم. وبرحيله، يطوي الفلسطينيون صفحة رجل صار صوته جزءًا من ذاكرتهم الجمعية، فيما تؤكد القسام أن المسيرة مستمرة، وأن «أبو عبيدة» لم يغب، بل انتقل من الصوت إلى الرمز، ومن الحضور إلى العهد.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :