الدوحة - قنا
أكد السيد عبدالرحمن بن هشام السويدي، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، أن دولة قطر أضحت نموذجا في القدرة على إدارة التحديات وتحويلها إلى فرص واعدة، ونبراسا في الموازنة بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على العالم.
وقال السويدي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة احتفال دولة قطر باليوم الوطني: " يعد اليوم الوطني لدولة قطر صفحة مجيدة في تاريخ دولة قطر، خطت على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، نستعيد فيه لحظة التأسيس وقيم دولتنا المستقلة، المستندة على الإيمان، والعزيمة، والسيادة، والوحدة. وفي كل عام تمنحنا هذه المناسبة العزيزة، فرصة للتأمل في التقدم الذي نعيشه اليوم، الناجم عن مسيرة العمل وبذل الهمم التي رسمت ملامح دولتنا الحديثة".
وأضاف: "نحن نسير بخطى ثابتة، ونواصل ترسيخ مكانتنا إقليميا ودوليا، لننتقل إلى مرحلة تعميق الاستثمار في الإنسان والاقتصاد القائم على المعرفة، تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى".
وأشار إلى أن شعار هذا العام "بكم تعلو ومنكم تنتظر" يأتي ليجسد رؤية قطر التي تؤكد على أن الاستثمار في الشباب هو الطريق الأوثق لترسيخ النهضة واستدامة العطاء، وأن رهان قطر كان ولا يزال على طاقات أبنائها وإخلاصهم وتفانيهم.
وقال: "انطلاقا من ذلك، ومن خلال رؤيتنا في بنك قطر للتنمية الرامية إلى بناء مستقبل واعد لمنظومة الأعمال في قطر، نؤكد إيماننا العميق بأن مستقبل قطر يصاغ بأيدي أبنائها، وأن جميع سياسات الدولة وبرامجها التنموية تنطلق من قناعة راسخة نتشاركها بأن بناء الإنسان هو الأساس الذي تبنى عليه الأوطان".
وأكد أن بنك قطر للتنمية يواصل دوره الوطني بتمكين رواد الأعمال، ودعم القطاع الخاص، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز ثقافة الابتكار، كامتداد لفكر التأسيس، وتجسيد لقيمة الاعتماد على القدرات الوطنية.
وحول أبرز الإنجازات التي حققها بنك قطر للتنمية خلال العام الجاري، قال السيد عبدالرحمن بن هشام السويدي: "عملنا خلال هذا العام على مواصلة تنفيذ استراتيجيتنا، كجهة تمكينية داعمة لمنظومة الأعمال ورافدة لتطور القطاع الخاص، والتي قمنا بإطلاقها استجابة لاستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر وتحقيقا لمستهدفاتها في التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني".
وأضاف: "واصلنا دعم وتنمية منظومة الأعمال الوطنية، وأثمرت مشاريعنا عبر مجموعة من المؤشرات الإيجابية، إذ واصل مؤشر بيئة ريادة الأعمال المحلية من المرصد العالمي لريادة الأعمال وللسنة الخامسة على التوالي، تسجيل معدلات تجاوزت المتوسط العالمي، حيث نجحنا بتحقيق المركز 11 عالميا خلال العام الماضي".
وفي السياق نفسه، أشار إلى أن النشاطات التجارية غير الهيدروكربونية تواصل نموها، ليبلغ معدل النمو 3.4 بالمئة خلال الربع الثاني من 2025، وهو ما يعكس نجاح المبادرات الوطنية المعنية بالتنويع الاقتصادي في الدولة، والتي نسهم في بنك قطر للتنمية بدعمها وتمكينها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية في منظومة الأعمال، وعلى رأسها مبادرات دعم الابتكار، وتنمية الأعمال المحلية، وتفعيل منظومة التصدير.
وعلى صعيد دعم حركة التصدير، قام بنك قطر للتنمية بتفعيل برامج تمويل التدويل وتمويل عقود المقاولين دوليا والضمان الائتماني للمشترين، وسواها من البرامج المخصصة، لتمكين الشركات من تنفيذ عقود ومشاريع كبرى خارج حدود الدولة وتوسيع حضورها الإقليمي والدولي، بما يعزز قدرتها على دخول أسواق جديدة، وزيادة حصة المنتج في سلاسل الإمداد على مستوى العالم.
وأشار الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية إلى مساعي البنك لافتتاح مكاتب إقليمية ودولية جديدة عبر ذراعه التصديرية "صادرات قطر"، لتسهيل عمل الشركات ميدانيا في الأسواق التي تنشط ضمنها، وتقديم كافة أنواع الدعم اللازم لترسيخ وجودها ورفع مستوى تنافسيتها.
وقال: "لقد بدأنا ذلك بالفعل مطلع العام الجاري بافتتاح أول هذه المكاتب في عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة – الرياض".
وحول تسهيل الوصول إلى التمويل وتحسين تجربة رواد الأعمال على اختلاف فئاتهم، قال: "عملنا مع البنوك الشريكة في الدولة على إطلاق بوابة التمويل الوطنية "تمكين"، التي شكلت تطورا مهما لتوحيد مسار طلبات التمويل وربط منشآت القطاع الخاص بمنظومة التمويل والتنمية الوطنية، عبر نقطة وصول واحدة قادرة على القيام بدورها بسلاسة وكفاءة عالية".
وأضاف: "كما أطلقنا برنامج الضمان الائتماني المدمج في بوابة التمويل الوطنية، مع تخصيص حوالي 3 مليارات ريال للبرنامج، والذي يعتبر استمرارا لبرنامج الضمين، الذي قدمنا من خلاله ضمانات بأكثر من 1.5 مليار ريال للبنوك القطرية الشريكة تشجيعا لها على تمويل مشاريع القطاع الخاص".
وفيما يتعلق بالمشهد الاستثماري، لفت الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية إلى أن الاستثمار المباشر الأجنبي واصل تحقيق مؤشرات إيجابية كبيرة، بتسجيل قطر المركز 12 عالميا سنة 2024، متقدمة 21 مركزا عالميا، مبينا أن بنك قطر للتنمية حرص على النهوض بدوره التمكيني كأحد الأطراف الرئيسية في مشهد الاستثمار الجريء بالمنطقة، إذ تحتل ذراع البنك الاستثمارية المرتبة الرابعة بين أكثر المستثمرين نشاطا على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليبلغ إجمالي استثمارات البنك المباشرة وغير المباشرة حتى اليوم أكثر من 350 مليون ريال.
وقد أعلن بنك قطر للتنمية مؤخرا عن رفع قيمة الصفقة الواحدة للاستثمار المشترك بثلاثة أضعاف لتصل إلى 11 مليون ريال لتعزيز الشراكة في الاستثمار مع الصناديق الاستثمارية المحلية والعالمية والمستثمرين الراغبين بالاستثمار في الشركات التي تتخذ من قطر مقرا لها وذلك لتعزيز استثمارات القطاع الخاص في الشركات الناشئة وقطاع الاستثمار الجريء.
كما شهد العام الجاري تطوير برنامج "ابدأ من قطر" الاستثماري من حيث الحلول التمويلية التي يقدمها بنك قطر للتنمية، وذلك برفع قيمة التمويل لمرحلة التأسيس إلى 4 ملايين ريال، ومرحلة النمو إلى 20 مليون ريال، تعزيزا لقدرة البرنامج على استقطاب المشاريع الطموحة والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا.
وتابع: "لقد انعكست هذه الجهود مجتمعة على تطوير أدائنا المؤسسي كجهة تمكينية تنموية في المنظومة الوطنية، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات التي نقدمها لرواد الأعمال عبر توفير رحلة أكثر سلاسة وتكاملا بين التمويل والدعم الفني. ونحن مستمرون في أتمتة وتبسيط الإجراءات لتسريع عملية اتخاذ القرار، بما يعزز من دور القطاع الخاص، ويفتح أمام المواطنين آفاقا أوسع للابتكار والمبادرة والمشاركة في بناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام"..
وعن الجهود التي يقدمها بنك قطر للتنمية لرفع مستوى الاعتماد على التقنيات الحديثة لتطوير خدماته وتسهيل الوصول إليها، قال السيد عبدالرحمن بن هشام السويدي: "عملنا خلال الفترة الماضية على توسيع استخدام حلول الذكاء الاصطناعي في عدد من حالات الاستخدام لخدمة العملاء، بما يتيح لرواد الأعمال الحصول على المعلومات والخدمات المناسبة لهم في أسرع وقت وأقل قدر من الجهد. حيث نعمل على تطوير المساعد الرقمي "سند" (Sanad) ليعمل بالذكاء الاصطناعي المتقدم، ليكون مساعدا "استباقيا" قادرا على تحليل البيانات وتقديم الحلول الأمثل للعملاء، مما يقلل وقت الانتظار ويسرع الإنجاز بشكل كبير".
وأضاف: "كما نعمل على إدماج الذكاء الاصطناعي في العمليات البنكية، لتطوير رقمنة العمليات في مختلف الخدمات المصرفية التي نقدمها، وتسريع عمليات التقييم ورفع كفاءة إتمام المعاملات والتحقق من البيانات بدقة متناهية وسرعة عالية".
وأكد أن بنك قطر للتنمية مستمر في العمل على تسريع عجلة التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم الاستشاري والفني اللازم لها لتحقيق هذا التحول ومواكبة متطلبات الصناعة الذكية 4.0 وذلك من خلال منصة الصناعة المتقدمة وبرنامج التحول الرقمي، إذ يعمل البنك على دعم الشركات في التقييمات الشاملة التي تشمل تقييم مؤشر الجاهزية الصناعية الذكية (SIRI) وتقييم الجاهزية الرقمية للشركات الخدمية، إلى جانب تطوير خطط العمل وتأهيل الشركات لتبني الحلول الرقمية المناسبة لأعمالها من خلال المنح والتمويلات المناسبة.
كما تعد بوابة التمويل الوطنية "تمكين" أحد أبرز إنجازات بنك قطر للتنمية في مجال الرقمنة، حيث يعمل البنك بعد مرحلة الإطلاق على تطوير نسخ محدثة من البوابة عبر إضافة خدمات وخصائص جديدة، بما في ذلك أدوات التحليل المتقدمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتوجيه المستخدم نحو الحلول التمويلية الأنسب، وتتبع مسار طلبه، وتوفير تجربة أكثر سلاسة وشفافية من لحظة التقديم وحتى الحصول على الخدمة.
وكشف أن البنك بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق بوابة "ريادة" الرقمية التي تشمل منصة "ريادة الاستشارية" وأكاديمية "ريادة"، معربا عن ثقته بأن تمثل نقلة نوعية في دعم رحلة رائد الأعمال، من خلال تسهيل وصوله إلى مزودي الخدمة المعتمدين لدى البنك، والحصول على موارد معرفية وبرامج تدريبية غنية تناسب متغيرات العصر، حيث يمكن للمستفيدين من الأكاديمية الوصول إليها واستخدامها في أي وقت.
وأشار السيد عبدالرحمن بن هشام السويدي إلى أن بنك قطر للتنمية سيواصل في المرحلة المقبلة، البناء على ما تحقق من إنجازات وفقا لاستراتيجيته المعتمدة، لا سيما على صعيد تمكين رواد الأعمال ودعم الابتكار وتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.
وأضاف: "سنحرص على أن تكون برامجنا وخدماتنا رافدا أساسيا للمسار الذي رسمته قيادتنا ضمن إطار رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، بما يضمن استمرارية العمل التنموي بصورة متسقة ومستدامة".
وعلى صعيد منظومة ريادة الأعمال الوطنية، سيشكل رفع مستوى التعاون والعمل عن كثب مع الشركاء في المنظومة، محورا رئيسيا في توجهات البنك المقبلة، وذلك تأكيدا على أهمية التنسيق مع الجهات الوطنية الشريكة، بهدف تحقيق تكامل على مستوى الحوكمة والدعم لتمكين الشركات في قطر من النمو داخل السوق المحلي والاستعداد للتوسع نحو أسواق جديدة.
كما سيعمل البنك على توسيع نطاق التعاون مع الجهات الرائدة إقليميا وعالميا في مجالات التنمية وريادة الأعمال والاستثمار الجريء ودعم الابتكار، بما يسهم في جذب المزيد من الخبرات والاستثمارات النوعية إلى الدولة، بما يرسخ مكانة قطر كبيئة حاضنة للأعمال وداعمة للمشاريع الإبداعية.
واختتم الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية تصريحاته لـ"قنا": "يمثل شعار اليوم الوطني لهذا العام حافزا لنا لمواصلة الاستثمار في مواهبنا وخبراتنا، وبالأخص في جيل الشباب من كوادرنا، عبر تطوير مهاراتهم وتوسيع آفاقهم المهنية، ليكونوا أكثر جاهزية لمواجهة تحديات الغد ورسم ملامحه والمساهمة الفعالة في نهضة قطر ومستقبلها المشرق".
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :