❖ هديل صابر
- د. مريم عبدالملك: الملتقى محطة إقليمية لمهنتي التمريض والقبالة
- ابتسام عبدالله: التمريض والقبالة مهن تضمن استدامة النظم الصحية
افتتحت الدكتورة مريم عبد الملك-المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، صباح أمس أعمال الملتقى العربي الأول للتمريض والقبالة تحت عنوان «تمكين التمريض والقبالة.. تعزيز الإنصاف، الوصول والاستدامة في الرعاية الصحية الأولية»، والذي نظمته مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بإشراف السيدة ابتسام عبدالله- مديرة التمريض والقبالة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية- وبحضور عدد من المبتكرين، وصنّاع السياسات، والممارسين من دولة قطر والمنطقة العربية لتبادل المعرفة، وصياغة السياسات، وتعزيز الممارسات القائمة على الأدلة، واستشراف مستقبل الرعاية الصحية الأولية، وبمشاركة 1500 من الكوادر التمريضية من قطر وخارج دولة قطر عبر نظام الفيديو.
وناقش الملتقى محاور عدة تلخصت في تمكين القوى العاملة ورفع مستوى القيادة، تطوير التشريعات والسياسات، تعزيز دورة التعليم والتخصصات المتقدمة، دعم برامج الاستبقاء والتنمية المهنية وتكامل الخبرات العربية وتوحيد الجهود. ويعد هذا الملتقى أول منصة عربية متخصصة تبرز دور مهنة التمريض والقبالة كركيزة أساسية لتحقيق العدالة في الوصول إلى الخدمات الصحية، وجودة الرعاية واستدامة النظام الصحي.
- عنصران أساسيان
وفي هذا السياق أكدت الدكتورة مريم عبدالملك أن الملتقى العربي الأول للتمريض والقبالة 2025 يشكل محطة إقليمية مفصلية ولحظة تقدم جماعي لمهنتي التمريض والقبالة وللأنظمة الصحية في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن الملتقى لا يقتصر على كونه تجمعًا علميًا، بل يمثل منصة لترسيخ سردية جديدة تعترف بالدور المحوري للتمريض والقبالة في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز صمود المنظومات الصحية، ودعم مسارات التنمية المستدامة في العالم العربي.
وأشارت، خلال كلمتها الافتتاحية، إلى أن المؤسسة تضم أكثر من 2000 ممرض وممرضة وقابلة، يمثلون أكبر شريحة من مقدمي الرعاية الصحية في المؤسسة، بما نسبته 44% من إجمالي القوى العاملة السريرية، مؤكدة أن هذه الكوادر تشكل العمود الفقري للخدمات الصحية التي تقدمها المؤسسة.
وأوضحت الدكتورة مريم عبدالملك أن الممرضين والقابلات يقفون في الخطوط الأمامية لضمان الوصول إلى الخدمة وجودتها وسلامتها وتحسين تجربة المرضى، عبر 31 مركزًا صحيًا و308 مدارس، إلى جانب تقديم خدمات الرعاية المنزلية لأكثر من 1500 مريض، فضلًا عن حضورهم في جميع نقاط تقديم الخدمة، بما يشمل التقييم والفرز الصحي، وصحة الأم والطفل، والرعاية التشاركية والرعاية القائمة على القبالة، وفحوصات الكشف المبكر عن السرطان، وبرامج التطعيم، ودمج الرعاية الرقمية، والتوعية بالصحة العامة، والصحة المدرسية، والرعاية الصحية المنزلية، والخدمات المجتمعية، وهو ما يعكس حجم المسؤولية والدور الكبير الملقى على عاتقهم.
وأكدت الدكتورة مريم عبدالملك أن أدوار الممرضين والقابلات ليست أدوارا مساندة أو تكميلية، بل تمثل أساسا جوهريا تقوم عليه منظومة الرعاية الصحية الأولية، مشيرةً إلى أن جائحة كوفيد-19 شكلت لحظة فارقة أبرزت قدراتهم القيادية وتضحياتهم المهنية.
- خلال كورونا
وأضافت أن ممرضي وقابلات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اضطلعوا بدور محوري خلال الجائحة، حيث قادوا جهود الفحص والتطعيم جنبًا إلى جنب مع الأطباء وبقية مقدمي الرعاية الصحية، وقدموا خدمات الرعاية المنزلية، وأداروا العيادات بنظام «الدخول بالسيارة»، بكل كفاءة وانضباط، مما مكن المؤسسة من إعطاء أكثر من 2.2 مليون جرعة لقاح، في واحدة من أكبر عمليات التطعيم في دولة قطر، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز أسهم في حماية الأسر، والحفاظ على الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وتقليل عبء المرض، وإنقاذ الأرواح، معتبرةً أنه يمثل أحد أبرز المحطات التاريخية في مسيرة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وقد تحقق بفضل الشجاعة والخبرة وروح الخدمة المجتمعية التي تحلى بها الممرضون والقابلات.
- تمكين قوى التمريض والقبالة
وفي سياق الحديث عن المستقبل، أكدت الدكتورة مريم عبد الملك أن قوة نظام الرعاية الصحية الأولية تكمن في تمكين كوادر التمريض والقبالة، باعتبارهم مهنيين يجمعون بين المهارة، والرحمة، والقيادة، والقدرة على صناعة مستقبل الرعاية الصحية الوطنية، لافتة إلى أنه يأتي انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، كما وتواصل المؤسسة الاستثمار في تطوير القدرات الوطنية والقوى العاملة، وتعزيز أدوار القيادة والممارسة المتقدمة، وتوسيع برامج التعليم والتدريب والمحاكاة والبحث السريري، إلى جانب التحول الرقمي ونماذج الرعاية المتكاملة، ودعم رفاهية الكوادر الصحية واستبقائهم وضمان استدامتهم على المدى الطويل.
- كوادر بشرية
وشددت الدكتورة مريم عبدالملك على أن الأنظمة الصحية لا تُبنى بالتكنولوجيا أو المباني الحديثة وحدها، بل تقوم في الأساس على الكوادر البشرية، مؤكدة أن الممرضين والقابلات يمثلون إحدى أعظم نقاط القوة الوطنية في القطاع الصحي.
وحول أهداف الملتقى، أوضحت أن الملتقى العربي الأول للتمريض والقبالة يهدف إلى جمع القادة والمبتكرين وصناع السياسات والممارسين من دولة قطر ومختلف الدول العربية، لتبادل المعرفة، وصياغة السياسات، وتعزيز الممارسات المبنية على الأدلة العلمية، واستشراف مستقبل الرعاية الصحية الأولية، كما أن الملتقى يعكس التزامًا مشتركًا بتعزيز الهوية المهنية والقيادة، ودعم الابتكار والبحث والتميز السريري، وبناء قدرات مستدامة وقادرة على الصمود في مجالي التمريض والقبالة، إلى جانب تعزيز السلامة والعدالة وجودة الرعاية الصحية ورفاه المجتمع. واختتمت الدكتورة مريم عبدالملك كلمتها بالتأكيد على أن هذا الملتقى لا يمثل تجمعا علميا فحسب، بل يشكل محفزا للتقدم الإقليمي ومنصة للارتقاء الجماعي.
- رؤية عربية مشتركة
بدورها، قالت السيدة ابتسام عبدالله «إن الملتقى يُعد أول منصة عربية متخصصة تُبرز الدور المحوري لمهنتي التمريض والقبالة، مؤكدة أنهما ليستا مهنتين مساندتين، بل ركيزتان أساسيتان في بناء مستقبل النظم الصحية، وتمكين منظومة الرعاية الصحية الأولية، وتحقيق التنمية الصحية المستدامة على المستويين الوطني والإقليمي».
وأوضحت أن الملتقى يهدف إلى تمكين التمريض والقبالة مهنيا وقياديا، وتعزيز الإنصاف وعدالة توزيع الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحقيق الاستدامة في خدمات الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب تطوير المسارات المهنية والأداء الوظيفي، والارتقاء بجودة التعليم والتدريب والبحث العلمي القائم على الأدلة والبراهين، فضلاً عن تعزيز التكامل الإقليمي وبناء شبكات عربية مستدامة للتعاون وتبادل المعرفة. وأشارت إلى أن هذه الأهداف قابلة للتحقيق متى ما توفرت الرؤية المشتركة، والتحرك الواعي، والشراكات الفاعلة.
وأكدت السيدة ابتسام عبدالله، في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، أن الملتقى يحمل عنوان: «تمكين التمريض والقبالة.. تعزيز الإنصاف، الوصول والاستدامة في الرعاية الصحية الأولية»، وهو عنوان يعكس رؤية واضحة وأولويات مرحلة مفصلية، ويمثل توجهًا جادًا نحو مهنة أكثر قوة، وتأثيرًا أعمق، وحضورًا قياديًا أوسع، بما يواكب التحولات الصحية المتسارعة التي تتطلب مهناً قادرة على القيادة وصناعة التغيير والأثر.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :