اخبار العرب 24 - كندا : كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مراسلات قام بها الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في السفارة السعودية لدى أنقرة في الثاني من اكتوبر ، مع معارض سعودي يقيم في كندا. وقامت الشبكة بالاطلاع على 400 رسالة تم تبادلها بين خاشقجي، وعمر عبد العزيز المعارض السعودي الذي يقيم في مونتريال في كندا. وفي الرسائل التي تم الكشف عنها، قام خاشقجي باستمرار بتقديم نصيحة
لعبد العزيز، بعدم الالتقاء بمسؤولين سعوديين داخل السفارة السعودية في كندا بل الالتقاء بهم بالأماكن العامة فقط. وتظهر الرسائل التي تم الكشف عنها، قلق المعارضين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفي إحدى الرسائل كتب خاشقجي "كلما زاد عدد الضحايا، كلما أراد أكثر"، وذلك بعدما قامت السلطات السعودية باعتقال عشرات الناشطين داخل المملكة العربية السعودية. وعلّق خاشقجي على ذلك في رسالة الى عمر عبد العزيز قائلا "لن أفاجأ إذا كان الاضطهاد سيصل حتى إلى أولئك الذين يبتهجون به"، أي ولي العهد السعودي.
وفي مقابلة لعمر عبد العزيز مع القناة، قال إن خاشقجي كتب في رسالة له "الله يساعدنا" عندما اكتشف أن السلطات السعودية تتجسس عليهما.ووفق "سي إن إن"، فإن عبد العزيز رفع دعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية متخصصة بالبرمجيات، ويتهمها بأنها قامت بالتجسس على هاتفه. وقال للقناة "قرصنة هاتفي لعبت دورا كبيرا فيما حدث لجمال. أنا آسف حقا لهذا القول". ليضيف بعدها: "الذنب يقتلني".
وكانت السلطات الكندية قد منحت الطالب الجامعي عمر عبد العزيز اللجوء السياسي بعدما بدأ بانتقاد السياسات الحكومية، الأمر الذي دفع السلطات السعودية حينها بوقف منحة جامعية خاصة به، وبعدها منحته كندا حق الإقامة الدائمة.وكان خاشقجي وعبد العزيز يخططان لتشكيل "جيش إلكتروني" يستهدف الشباب السعودي وشن حملات مضادة للدعاية الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي. وخاشقجي أراد الاستعانة بعمر عبد العزيز بسبب حسابه على تويتر الذي يحظى بنحو 340 ألف متابع.ومنذ أن بدأ الاثنان مشروعهما، تلقى عبد العزيز رسالة من السعودية مفادها أنهم على علم بمشروعهما، الأمر الذي كشف عن أنهما مخترقان. ومن الرسائل المتبادلة بينهما تساءل خاشقجي عن كيفية علم السلطات السعودية عن تشكيل الجيش الإلكتروني، ليجيب عبد العزيز بأنه "يبدو أن هناك ثغرة"، فيجيبه خاشقجي "الله يساعدنا".
وكشف باحثون في جامعة تورونتو أن هاتف عمر عبد العزيز كان مخترقا من قبل برنامج تجسس من الدرجة العسكرية، وهو برنامج تابع لشركة إسرائيلية تحمل اسم NSOGroup، وتم نشره بإيعاز من الحكومة السعودية وفق قناة "سي إن إن".وقال أحد الباحثين إن "اثنين على الأقل من المعارضين السعوديين استُهدفا باستخدام أدوات منظمة الأمن القومي: ناشط يدعى يحيى عسيري وموظف شارك في عمل بمنظمة العفو الدولية في المملكة العربية السعودية"، فيما أكدت مسؤولة في منظمة العفو الدولية أنه تمت مراجعة هذه المعلومات وتم التأكد من أن هاتف العسيري كان مخترقا أمنيا.
نصائح خاشقجي لعبد العزيز: لا تذهب للسفارة السعودية
ومن التفاصيل المثيرة التي جاءت في المراسلات، فإن خاشقجي وصف ولي العهد السعودي بأنه "يحب القوة والظلم ويحتاج إلى إظهارهما، لكن الاستبداد لا منطق له".وفي أيار/مايو الماضي، نصح خاشقجي عبد العزيز بألا يقابل مسؤولين سعوديين في السفارة السعودية لدى كندا. وجاءت هذه النصيحة بعدما طلب مسؤولان سعوديان من عبد العزيز الاجتماع به في مونتريال. ووفق قناة "سي إن إن"، فإن علبد العزيز قام بتسجيل كافة المحادثات التي جرت بينهم على مدار 5 أيام.وأخبراه في اللقاءات أنهما جاءا بأوامر من محمد بن سلمان شخصيا، وأبلغاه أن بن سلمان يتابع عبد العزيز باستمرار في تويتر، وأن بن سلمان يريد أن يعرض على عمر عبد العزيز وظيفة. وفي تقرير القناة قال أحدهما لعبد العزيز "جئنا إليك برسالة من محمد بن سلمان وتأكيده لك".وفي المحادثات المسجلة، ذكر الرجلان اسم سعود القحطاني، وهم المستشار في الديوان الملكي الذي تم الإطاحة به على خلفية مقتل جمال خاشقجي، فيما تدعي تركيا بأنه يقف وراء أوامر قتل خاشقجي في السفارة السعودية. وبعدها يطلب الرجلان من عبد العزيز زيارة السفارة السعودية لاستلام بعض الأوراق من هناك.
ويكشف عبد العزيز عن أن خاشقجي أخبره بألا يذهب إطلاقا، وطلب منه أن يلتقي بالمسؤولين السعوديين في الأماكن العامة فقط. وهذه النصيحة، التي لم يعمل بها خاشقجي نفسه، ليزور السفارة السعودية لدى أنقرة في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولم يخرج منها حيّا. وفي تعقيب الشركة الإسرائيلية على ما نشرته قناة "سي إن إن"، جاء أن "تقنيتها "مرخصة للاستخدام الفردي للحكومات ووكالات تطبيق القانون لمحاربة الإرهاب والجريمة"، وأنها "لا تتسامح مع سوء استخدام منتجاتها".