طائفة الحشاشين.. جماعة حاربت الفاطميين والعباسيين والسلاجقة وقضى عليها هولاكو

طائفة الحشاشين.. جماعة حاربت الفاطميين والعباسيين والسلاجقة وقضى عليها هولاكو
طائفة الحشاشين.. جماعة حاربت الفاطميين والعباسيين والسلاجقة وقضى عليها هولاكو

اخبارالعرب 24-كندا:الجمعة 29 مارس 2024 03:17 صباحاً جماعة الحشاشين، وتعرف أيضا بالطائفة الإسماعيلية النزارية، انتشرت في فارس والشام وأنشأت "الدولة النزارية الشرقية بالشام وفارس وبلاد الشرق"، وتأسست على يد حسن الصباح، الذي انشق عن الفاطميين لما تولى الخلافة أحمد الملقب بالمستعلي بالله، فقد كان يدعو إلى خلافة نزار بن معد علي العبيدي، الذي أوصى الخليفة المستنصر بالله الفاطمي بتوليته من بعده.

وكانت الجماعة تتحصن بالقلاع وتنتهج الاغتيال وسيلة للقضاء على خصومها، وسببت رعبا للفاطميين بالقاهرة والعباسيين في بغداد والسلاجقة في إيران إضافة إلى الصليبيين. قضى على وجودها في فارس القائد المغولي هولاكو عام 1255 ميلادية وفي الشام أنهاها الظاهر ببيرس.

الحشاشون وألقاب أخرى

اختلفت الروايات في سبب تسميتهم بالحشاشين، لكن قيل إنهم سموا بذلك لكثرة تعاطيهم الحشيش، فقيل إن الصباح كان يعطيهم إياه لينفذوا المهام المسندة إليهم، وقيل إنه أنشأ حدائق غناء في قلعة حصينة، وكان يأخذ أتباعه إليها بعد أن يتعاطوا الحشيش ويوهمهم أن هذه هي "الجنة الموعودة" في الآخرة، وعندما يفيقون يعدهم بالعودة إليها إن نفذوا ما طلب منهم.

وقيل إن تسمية "الحشاشين" مشتقة من الكلمة الأجنبية (Assassin) والتي تعني في بعض اللغات الغربية "القاتل خلسة أو غدرا"، أو "القاتل المحترف المأجور"، وبرر أصحاب هذا التفسير رأيهم بكون أتباع هذه الطائفة احترفوا الاغتيال، وقيل إن الفرنسيين الصليبيين أطلقوا هذه التسمية على الطائفة لأن أتباعها كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم.

وقد سمي الحشاشون بأسماء أخرى كثيرة، منها الإسماعيلية -لتقارب مذهبهم الذي يدينون به مع طائفة الإسماعيلية- وسموا أيضا بالباطنية والنزارية، وذلك لتأييدهم الإمام الذي ينادون به وهو نزار ابن المستنصر الفاطمي.

وسماهم ابن العديم في كتابه "تاريخ حلب" الملاحدة والحشّيشية، وهو الاسم الأشهر لهم في كتب العرب الأوائل، أمثال جمال الدين الحموي وشمس الدين الذهبي وعبد الرحمن بن خلدون الذي ذكر أنهم لقبوا أيضا بـ"الفداوية" لانتهاجهم أسلوب "العمليات الفدائية" ضد خصومهم.

زعيمهم طائفة الحشاشين حسن الصباح
زعيم طائفة الحشاشين حسن الصباح (مواقع التواصل الإجتماعي)
المؤسس حسن الصباح

اسمه الكامل الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد الصباح الحميري، وأصل نسبه يعود إلى اليمن، ولد في إيران عام 1037 ميلادي وتوفي فيها عام 1124 ميلادي. تربى على المذهب الإثني عشري ثم اعتنق المذهب الإسماعيلي عندما بلغ الـ17.

وعمل فترة في بلاط الدولة السلجوقية، ثم بدأ يتنقل بين مناطق إيران لنشر المذهب الإسماعيلي بشكل سري، فزاد أتباعه إلى أن استولى على قلعة "آلموت" واتخذها مركزا لدعوته، ومنها بدأ توسيع نفوذه في المناطق المجاورة، حتى شملت بلاد فارس والشام.

العقيدة العسكرية

كان الحشاشون يركزون اغتيالاتهم ضد الملوك والأمراء والوزراء وقادات الجيوش والقضاة ورجال الدين، ويتجنبون المواجهة المباشرة بالمعارك درءا للخسائر الكبيرة، ويعتمدون تصفية المطلوبين المهمين أمام العامة لبث الرعب في النفوس.

وكان الحشاشون فرسانا يتقنون التنكر والقتل بحرفية، خاصة "الفدائيين" منهم، وهم جماعة من المخلصين للإمام يتدرّبون لتنفيذ اغتيالات مهمة، وكانوا جاهزين لقتل أنفسهم حال الإمساك بهم كي لا يبوحوا بأسرار الجماعة.

وكان الحشاشون يتوغلون بين أعدائهم وتجمعاتهم بحرفية، ويدسون أتباعهم في بلاط الخلفاء والمراكز المهمة في الدولة، تسهيلا لتنفيذ اغتيالاتهم. واستطاعوا اغتيال شخصيات مهمة مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

While Assassins typically refers to the entire group, only a group of disciples known as the fida'i actually engaged in conflict. The preferred method of killing was by dagger, nerve poison or arrows. The Assassins posed a substantial strategic threat to Fatimid, Abbasid, and Seljuk authority. Over the course of nearly 200 years, they killed hundreds – including three caliphs, a ruler of Jerusalem and several Muslim and Christian leaders
"الفدائيون" عند الحشاشين كانوا يقتلون المستهدفين أمام العامة لبث الرعب في نفوس الناس (الجزيرة)
العقيدة الدينية

يعد الحشاشون إحدى الجماعات المنشقة عن الشيعة، وتلتقي معتقداتهم عموما مع الإسماعيلية، فيؤمنون بوجود إمام معصوم ومنصوص عليه.

واختلفت عقيدتهم باختلاف توجهات أئمتهم، فقد آمن إمامهم بالشام رشيد الدين سليمان بالتناسخ، وادعى علمه بالغيب، وأما إمامهم الملقب بـ"الحسن الثاني" فقد أعلن قيام القيامة وألغى الشريعة وأسقط التكاليف، وجاء جلال الدين بن الحسن الثاني ونسف كل معتقدات آبائه، ثم جاء بعده ابنه ونسف عمل أبيه وعاد للفكر الأصلي للجماعة.

ولقب الإسماعيلية بالباطنية "لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر.. وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معيّنة"، وادعوا أن من يملك فهم هذه الحقائق والإشارات هم الذين سقط عنهم التكليف.

النشأة والتأسيس

من مصر تكوّن فكر الحشاشين أيام حكم الفاطميين، فقد أرسل أحد زعماء الإسماعيلية في مدينة الري الفارسية حسن الصباح إلى مصر عام 1078 ميلادي للتقرب من الخليفة الفاطمي ودراسة عقائد المذهب الإسماعيلي هناك.

ولما لقي الصباح الخليفة الفاطمي آنذاك المستنصر بالله أكرمه وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته، فسأله الصباح "من إمامي بعدك؟" فقال "ابني نزار"، وهكذا صار الصباح يدعو لإمامة نزار.

ولما مات الخليفة المستنصر بالله شبّ خلاف في البلاط الفاطمي، حيث كان الوزير بدر الجمالي حينها يرى أحمد (الأخ غير الشقيق لنزار) أحق بالخلافة فولَّاه ولقبه "المستعلي بالله"، ففر نزار إلى الإسكندرية وانشق عن أخيه، وحشد قواته للقاهرة لكنه هُزم وقُتل فيها.

وسعى الوزير الجمالي إلى إخراج الصباح من دائرة الحكم، لأنه كان يدعو إلى استخلاف نزار ويرى أن المستعلي بالله مغتصب للخلافة وأن نزارا أحق بها.

وبعد مقتل نزار بدأ الصباح الدعوة إلى "الإسماعيلية النزارية"، فطرده الجمالي من مصر، وعاد الصباح إلى إيران، وبدأ يحشد أتباعه وينشر تعاليم مذهبه، وهكذا أنشأ جماعة "الحشاشين".

arabic muslim man speaking to audiance in a Mosque in the 19th century CREDIT: ALJAZEERA Midjourney
الضحية الأولى للحشاشين كان مؤذنا بأصفهان رفض دخول مذهبهم – صورة بالذكاء الاصطناعي (الجزيرة-ميدجورني)
الدعوة السرية

خرج الصباح من مصر واتجه بحرا إلى عكا ومنها إلى حلب ثم إلى بغداد ومنها إلى بلاد فارس، فبلغ أصفهان في يونيو/حزيران 1081 ميلادي، وظل 9 سنوات يتنقل من مدينة إلى أخرى بشكل سري يدعو إلى المذهب الإسماعيلي ويكتسب الأنصار.

وقد ادعى الصباح أن الإمامة انتقلت لحفيد نزار، الذي أحضره الحشاشون سرا إلى قلعة "آلموت" وأبقوا أمره طي الكتمان.

في هذه الفترة قتل أنصاره في أصفهان مؤذنا كانوا قد دعوه إلى مذهبهم فرفض الاستجابة لهم فخافوا أن يكشف أمرهم للسلطات، وكانت هذه أول عملية اغتيال ينفذونها. ومثلت ممارسات الحشاشين حينها خطرا على الدولة السلجوقية ونفوذها في إيران.

عندما بلغ خبر الحادثة للوزير السلجوقي نظام الملك أمر باعتقال القاتل، وانتبه حينها إلى خطر هذه الجماعة والتهديد الذي تشكله على أمن واستقرار السلطة، فبدأ بتعقب المنتمين إليها ودعاتها، مما دفع الصباح إلى التفكير جديا في إيجاد حصن منيع يحميه هو وأتباعه من الملاحقة المتواصلة ويمكنه من نشر دعوته.

قلعة ألموت

اختار الصباح قلعة آلموت لهذا الغرض، وهي حصن بناه أحد ملوك الديلم ويقع فوق صخرة عالية وسط الجبال ويبعد نحو 100 كيلومتر عن مدينة طهران، وقد كان استيلاء جماعة الصباح على هذه القلعة أول عمل تاريخي كبير تنفذه هذه الحركة الوليدة. وقيل إن الجماعة قد اشترتها بـ3 آلاف دينار ذهبي.

منذ تأسيسها عرفت الجماعة بتحصنها في الجبال والقلاع والحصون -صورة بالذكاء الاصطناعي (الجزيرة-ميدجورني)

وتعني "آلموت" بالفارسية "وكر العقاب"، ووفق بعض الروايات فقد جعلها الصباح "الجنة المنشودة" و"الفردوس الأعلى" لأتباعه، وكان يعطيهم الحشيش الذي وجده في تلك المنطقة، ويقودهم إلى حديقة أعدها فيها خمرا ونساء وغيرها، حتى يظنوا أنهم في الجنة، ولما يستفيقون يظنون أنهم دخلوا الجنة فعلا، ويعتقدون أن مفتاح الجنة بيده، فينقادون له بالكامل، وهذا تفسير بعض الروايات لوجود "الفدائيين"، لكنها روياة فندها البعض لوعورة المنطقة وبرودتها لفترات طويلة مما يستحيل معه إنشاء مثل هذه "الجنة الموعودة".

ومن قلعة "آلموت" واصل الصباح نشر دعوته في المناطق المجاورة، وسيطر على عدد من القلاع والحصون مستخدما تارة الإقناع العقائدي وتارة أخرى القوة العسكرية، وقد أثارت أطماعه التوسعية غضب السلطان السلجوقي ملك شاه، فقرر توجيه حملتين عسكريتين إلى قلعة "آلموت" و"قهستان" للقضاء على نفوذ الصباح المتزايد، لكنهما فشلتا في تحقيق أهدافهما.

محطات في تاريخ الحشاشين

أرسل السلطان ملك شاه رسولا للصباح ينهاه ويدعوه للعودة عن أفعاله في الاغتيالات والقتل، فقال الصباح لجماعة من أصحابه كانت حاضرة " أريد أن أنفذكم إلى مولاكم في قضاء حاجة فمن ينهض لها"، فبادر جمعه كلهم، فظن الرسول حينها أنه سيريل مع واحد منهم رسالة، فأشار الصباح لواحد منهم، وقال "اقتل نفسك" فأخرج الشاب سكينة وقتل نفسه، ثم أشار لآخر وقال له "ارم نفسك من القلعة" فألقى الشاب نفسه ومات، ثم التفت الصباح للرسول وقال له "عندي من هؤلاء 20 ألفا هذا حد طاعتهم لي، وهذا جوابي".

ثم وضع الصباح وزير السلاجقة نظام الملك على رأس قائمة الاغتيالات باعتباره عدوه الأول وعدو حركته، إذ كان من أشد المحاربين للمذاهب الفكرية الباطنية، وعام 1092 ميلادية أرسل فدائيا اغتال نظام الملك، وتعتبر هذه أول عملية اغتيال لشخصية كبيرة تنفذها هذه الحركة، وبها أرسى حسن الصباح أسس "الفدائية" كما يقول بعض المؤرخين.

بعد هذه العملية نفذت الحركة سلسلة اغتيالات طالت كبار الشخصيات التي تعارض دعوتها من وزراء وقادة في الجيوش وأمراء وعلماء بهدف زرع الخوف في قلوب أعدائها، وساهم في ذلك ضعف الدولة السلجوقية وما حل بها، إذ توفي الملك شاه بعد وزيره بقليل، فدخلت الدولة في صراع استغله الحشاشون وانتشر نفوذهم حتى وصل الشام.

وتوسع نفوذ الحشاشين حتى كثر أعداؤهم، واتفقت الولايات الإيرانية على القضاء عليهم وقتل كل المنتمين لهم، فتعرضت الجماعة لانتكاسة كبيرة، وتعرضت قلعتهم للحصار عدة عقود، إلى أن هدد الصباح باغتيال السلطان الأخير الذي أحاط بقلعته ففك عنه الحصار.

فوجه الصباح جهوده لاغتيال كل الرؤوس التي جهرت بمعارضته في فارس والشام، ومن أبرز من اغتالهم الوزير الأعز أبو المحاسن عبد الجليل بن محمد الدهستاني وزير السلطان بركيارق بن ملك شاه، ووالي بيهق، ومفتي أصفهان، وزعيم فرقة الكرامية في نيسابور، والوزير السميرمي وزير السلطان محمود.

الحشاشون في الشام

انتشر الحشاشون شرقا حتى وصلوا مازندران ثم قزوين واحتلوا منطقة رودبار ولاماسار وكوهستان، واحتلوا فيها جميعا كثيرا من القلاع وامتدوا إلى نهر جيحون.

وصلت دعوتهم إلى الشام وهناك امتلكوا القلاع والحصون على طول البلاد، وكان من قلاعهم بانياس وحصن مصياف والقدموس والكهف والخوابي وسلمية والمنيقة والقليعة.

وقد استمالوا والي حلب حينها رضوان بن تتش إلى مذهبهم فاعتنقه، وهو ما ساهم بانتقال كثير من الفارسيين الإسماعيليين إلى حلب حينها، فزادت شوكتهم وقوتهم.

ومن قادتهم في بلاد الشام بهرام الاسترابادي وإسماعيل الفارسي، وأبرزهم شيخ الجبل سنان بن سليمان المشهور برشيد الدين وتصفه بعض الروايات بأنه كان شخصا مخيفا، وتقول إنه تلقى علومه في قلعة "آلموت" ثم أرسلته الجماعة إلى بلاد الشام.

وقد اعترف الناس بإمامة شيخ الجبل، وهناك كوّن نفوذه وجمع الأتباع حوله، إلى أن مات وعاد أتباعه إلى طاعة الأئمة في القلعة. وفي زمانه حاول اغتيال صلاح الدين الأيوبي عدة مرات لأنه أسقط حكم الفاطميين، وأعد خططا كثيرة لذلك وقتل عديدا من الأمراء في حلب في سبيل الوصول إليه، إلا أن خططه باءت جميعها بالفشل.

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الحشاشين قد تعاونوا مع الصليبين، واستندوا على هذا الاستنتاج إلى عدة مؤشرات أولها أن هذه الطائفة لم تعتقل أو تقتل أي صليبي، والثاني أنهم قاتلوا حاكم الموصل السلجوقي لما ذهب لقتال الصليبيين، كما تقول بعض الروايات التاريخية إنهم سلموا قلعة بانياس للفرنجة، واشتركت كتيبة منهم مع الصليبيين في أنطاكية بعد سيطرة نور الدين زنكي على حلب.

صور تعبيرية عن نزار بن معد علي العبيدي - (ميدجورني - الجزيرة)
صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي لنزار بن معد علي العبيدي الذي نادى الحشاشون بتوليته الخلافة (ميدجورني-الجزيرة)
الحشاشون بعد الصباح

مات حسن الصباح عام 1124 ميلادي ولم يخلف سلالة، فقد قتل ولداه وهو على قيد الحياة، فأوصى بأن يتولى كيابزرك آميد رئاسة الطائفة بعده، وتزعم الجماعة 14 عاما تخللتها معارك طاحنة مع السلاجقة.

وتزعم بعد آميد ابنه محمد عام 1162 ميلادي، وقد أولى جل اهتمامه للدعوة إلى "الإمام"، وعرف باحترامه لتعاليم مذهبه، حتى إنه أقدم على قتل كثير من أتباعه ممن اعتقدوا بإمامة ابنه وطرد وعذب آخرين.

جاء بعد محمد عام 1162 ميلادية ابنه الحسن، وعرف بالحسن الثاني، وادعى أنه حفيد كيابزرك، بينما اعتبره أتباعه "إمام العصر" وابن الإمام السابق من نسل نزار، فأعلن "قيام القيامة" في رمضان من عام 559 هجرية، وأنهى العمل بالشريعة والفرائض، وأباح الإفطار وأسقط التكاليف.

وجاء ابن الحسن الثاني عام 1166 ميلادية وأكمل مسيرة أبيه، فزاد على فكرة قيام القيامة، ورسخها بين أتباعه، وقد ساعده ضعف السلاجقة وفتور هيمنتهم حينها، إلى أن أوقف هذه العقائد جلال الدين الحسن الثالث عام 1210 ميلادية، فرفض عقائدهم حتى أحرق كتبهم وتبرأ من مذهبهم.

وركز جلال الدين حينها على ربط جماعته بالعالم الإسلامي، فأرسل للخليفة العباسي الناصر لدين الله وإلى السلجوقي خوارزم شاه وغيرهم ما أكد فيه صدق دعوته إلى الإسلام، فانتشر الخبر في الأوساط الإسلامية وأُطلق عليه وعلى جماعته لقب "المسلمون الجدد".

لكن بعد جلال الدين، عادت الجماعة إلى مذهبها الأصلي، فقد حكم ابنه وكان عمره حينها 5 سنوات، فضعفت الجماعة وانتشرت السرقة والاعتداءات، إلى أن أنهى هولاكو وجودهم.

Statue of Saladin, or Salahdin, outside the old city in Damascus, Syria
الحشاشون في الشام حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي عدة مرات لأنه أسقط حكم الفاطميين (غيتي)
نهاية الحشاشين

كتبت نهاية الحشاشين على يد المغول، الذين كانوا حينها يوسعون إمبراطوريتهم، فأجهزوا عليهم خلال طريقهم، واستولوا على قلاعهم الواحدة تلو الأخرى، فقد استفز الحشاشون المغول بعدما اغتالوا قائدا لهم، فقضى عليهم هولاكو وساعده بذلك تنوع وتطور الأسلحة التي امتلكها.

وكان حينها حكم الدين خورشاه من يحكم الحشاشين، فأعلن استسلامه لهولاكو وسلمه عددا من القلاع، وتزوج فتاة مغولية أهداه إياها هولاكو، الذي قتله فيما بعد على حين غرة. وما زال لهذه الطائفة أتباع منتشرون في إيران وسوريا ولبنان واليمن ونجران والهند.

وفي الشام ضعف نفوذهم بعد موت والي حلب رضوان تتش، فقد خلفه ألب أرسلان الأخرس الذي انقلب على كل الإسماعيليين في الولاية، وقتل رئيسهم حينها أبو طاهر الصائغ فهرب الباقون.

ومن بقي منهم في دمشق حاول الاستنجاد بالصليبيين وسلموهم قلعة بانياس مقابل ذلك، إلى أن قضى عليهم الظاهر بيبرس بعد أن ضعفت قوتهم وقادتهم ولم يستطيعوا مواجهة المماليك، وبدأوا يدفعون الجزية بعد أن كانوا يجمعونها وخسروا قلاعهم الواحدة تلو الأخرى حتى انتهى وجودهم تماما عام 1273 ميلادية.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق "فيتش" تزيل المراقبة السلبية عن إسرائيل مع الإبقاء على تصنيفها "إيه+"
التالى الاحتلال ينسحب من نابلس ويداهم منازل بالخليل

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.