أخبار عاجلة
Analysis-Scientists wary of bird flu pandemic 'unfolding in slow motion' -
ساوثغيت: لاعبو إنجلترا استحضروا روح مونديال 1966 -

ما حجم تأثير أصوات المسلمين والعرب على نتائج الانتخابات البريطانية؟

ما حجم تأثير أصوات المسلمين والعرب على نتائج الانتخابات البريطانية؟
ما حجم تأثير أصوات المسلمين والعرب على نتائج الانتخابات البريطانية؟
بريطانيا

السبت 29 يونيو 2024 03:43 صباحاً صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، قطاع من المسلمين يرفض موقف حزب العمال من حرب غزة
Article information
  • Author, محمد عبد الرؤوف
  • Role, بي بي سي عربي
  • قبل 26 دقيقة

كتب السياسي البريطاني البارز، ونستون تشرشل، رسالة في عشرينيات القرن الماضي أشار فيها إلى أن الإمبراطورية البريطانية تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم.

والآن، وبعد مرور أكثر من مئة عام على حديث تشرشل، تثير توجهات مسلمي بريطانيا اهتمام مراقبين يسعون لمعرفة حجم تأثير تلك الفئة من الناخبين على نتائج الانتخابات العامة المحددة يوم 4 يوليو/تموز.

ويأتي الاستحقاق الانتخابي في وقت تدور فيه رحى حرب في منطقة بعيدة كانت خاضعة لسيطرة لندن، عندما كان تشرشل يتباهى باتساع رقعة الإمبراطورية البريطانية.

فالحملة الإسرائيلية الحاليّة في غزة قسمت الرأي العام البريطاني، وهو ما تجسد في المظاهرات التي طافت شوارع البلاد والاحتجاجات في عدد من الجامعات.

لكن هل سيكون لحرب غزة تأثير حقيقي على نتائج الانتخابات؟ وهل يمكن لمسلمي بريطانيا والمواطنين ذوي الأصول العربية أن يحدثوا فارقاً أم أن أصواتهم لن تحدث تغييرا يذكر؟

تبدو الإجابات عن هذه الأسئلة متقاطعة، إذ إن قضية حرب غزة تشغل بال الكثير من المسلمين البريطانيين والمواطنين ذوي الأصول العربية، كما هو الحال مع بريطانيين من خلفيات دينية وعرقية مختلفة.

عمال ومحافظون

تظهر كلمة "حلال" على كثير من لوحات محلات البقالة والمطاعم في لندن؛ فكثيرة هي المطاعم التي تقدم الوجبات التي تراعي قواعد الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذي يبدو منطقياً، فالعاصمة البريطانية تستقبل الكثير من السياح والزوار القادمين من دول إسلامية.

لكن مطاعم "الحلال" ليست قاصرة على المناطق السياحية، بل أنها موجودة في أحياء بلندن ومدن أخرى لا تجتذب الكثير من السياح، فالمسلمون صاروا من مكونات المجتمع البريطاني الذي صار التنوع من أبرز صفاته في عدة مناطق بالبلاد

وبحسب البيانات الرسمية، فإن عدد المسلمين في عموم البلاد يقترب من أربعة ملايين نسمة أي ما يبلغ 6.5 بالمئة من إجمالي عدد السكان، لكن هذه النسبة مرشحة للزيادة خاصة مع صغر متوسط أعمار المسلمين في البلاد.

يمثل المسلمون 6.5 بالمئة من إجمالي عدد سكان بريطانيا

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، يمثل المسلمون 6.5 بالمئة من إجمالي عدد سكان بريطانيا

في حي توتينغ، جنوبي لندن، تبرز الأعلام الفلسطينية على واجهات العديد من المطاعم الباكستانية والبنغالية.

داخل أحد تلك المطعام كان شاكر (فضّل عدم ذكر اسمه كاملا)، المهاجر الباكستاني الأصل، يتناول العشاء بينما كان يتحدّث بنبرة انفعالية عن حرب غزة، مشدداً على أنها أثبتت أن "جميع الأحزاب البريطانية منحازة إلى إسرائيل"، على حد قوله.

شاكر، الذي يدير شركة تنظيف منازل، قال إنه يعتزم أن يصوت لأي مرشح مستقل يتعاطف مع أهل غزة.

ويبدو أن هذا ليس رأي شاكر وحده.

فمنذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما تبعه من حرب إسرائيلية في قطاع غزة، ووسائل الإعلام البريطانية تتحدّث عن حالة من الامتعاض في أواسط المسلمين البريطانيين حيال ردود فعل الساسة البريطانيين، وخاصة قادة حزب العمال، الذي تشير بعض استطلاعات الرأي – منها استطلاع نشرته مجلة الإيكونوميست وآخر نشرته صحيفة فايننشال تايمز – إلى تقدمه على حزب المحافظين الحاكم.

فالحزب المعارض عادة ما يُعتبر الحزب المفضل لدي الكثير من المسلمين البريطانيين وهو ما تجلى في استطلاع الرأي، الذي أجرته مؤسسة سرفيشين، بناء على طلب من رابطة المسلمين في حزب العمال، والذي أشار إلى أن 86 من المسلمين قالوا أنهم صوتوا لصالح حزب العمال في الانتخابات العامة عام 2019.

لكن وبعد أربع سنوات، وجه قطاع من البريطانيين المسلمين سهام النقد لمواقف زعيم حزب العمال، كير ستارمر، في بداية الحرب، وحديثه عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بكل السبل الممكنة".

كما دعا الزعيم العمالي نواب حزبه إلى الامتناع عن التصويت على مقترح في مجلس العموم يدعو إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يعود بعد أشهر ويدعو إلى وقف إطلاق نار ودعم انطلاق عملية تسوية سلمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

لكن هل يعني هذا أن الكثير من الناخبين المسلمين بصدد التخلي عن دعم العمال في الانتخابات المقبلة؟

يبدو المشهد الانتخابي في بريطانيا معقداً بصورة تجعل من الصعب تقديم إجابة حاسمة لهذا السؤال، كما تشرح منى أيمن، المصرية الأصل، وهي التي اعتادت التصويت لحزب العمال منذ حصولها على الجنسية البريطانية.

تقول: "في بداية الحرب قرّرت ألا أصوت لحزب العمال وأن أدعم أي مرشح يتوافق برنامجه الانتخابي مع معتقداتي التي ترفض الحرب في غزة من منظور إنساني. لكنني الآن عدلت من موقفي وسأصوت للعمال لأن التصويت لغيرهم قد يعود بالفائدة على حزب المحافظين الذي لا أتفق مع مواقفه في العديد من القضايا".

"الصوت المسلم"

وكان استطلاعان للرأي أجرتهما مؤسسة سافنتا، في نهاية مايو/أيار الماضي وأوائل يونيو حزيران الجاري، بالتعاون مع منصة هايفين الإلكترونية المختصة بقضايا المسلمين في بريطانيا، ومؤسسة سارفيشين، بالتعاون مع شبكة المسلمين في حزب العمال في فبراير شباط الماضي، قد أشارا إلى أن عدد المسلمين الذي يعتزمون التصويت لصالح حزب العمال يدور في فلك 60 بالمئة، بينما لم تتجاوز نسبة المسلمين الذين يعتزمون التصويت لصالح حزب المحافظين 12 بالمئة.

ويوجد حاليا 3 نواب مسلمين في مجلس العموم يمثلون حزب المحافظين. ولعل من أبرز الساسة المحافظين من ذوي الأصول المسلمة ناظم الزهاوي العراقي الأصل والذي تقلد عدة مناصب حكومية في حكومات المحافظين المتعاقبة من بينها وزير التعليم.

كما يوجد تجمع للأعضاء المسلمين في حزب المحافظين يسعى إلى تشجيع المسلمين للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية.

الناشطة سوزان أحمد تسعى هي الأخر إلى دعم مشاركة المسلمين في الحياة السياسية البريطانية لكن ليس لصالح حزب المحافظين ولا للعمال.

سوزان عضوة في جمعية "الصوت المسلم" التي تهدف إلى "حشد أصوات المسلمين وراء قضية نبيلة كالقضية الفلسطينية"، إذ تعمل الجمعية على دارسة برامج المرشحين لتوعية الناخبين بمواقف المرشحين من قضية حرب غزة. وتعرف الجمعية نفسها على أنها "مؤسسة سياسية وليست دينية تضم أطيافا مختلفة من المسلمين في بريطانيا".

تقول سوزان: "كنا (كمسلمين) نعطي أصواتنا لحزب العمال من دون مقابل. الآن علينا أن نراجع هذه السياسة. علينا محاسبة حزب العمال رغم أننا نعلم أنه بصدد تحقيق أغلبية مريحة. نحن ندعو أنصارنا إلى التصويت لمرشحين مستقلين حتى لو أدى هذا إلى تحقيق حزب المحافظين لبعض النجاحات".

لندن

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، شهدت لندن ومدن بريطانية تظاهرات حاشدة مطالبة بوقف الحرب

لكن عمر سعد، العضو في حزب العمال، يرى أن عدد المسلمين في بريطانيا وتوزيعهم الجغرافي لا يسمحان بتحقيق فارق كبير في نتائج الانتخابات.

عمر، الذي شغل في السابق منصب سكرتير حزب العمال في دائرة واتفورد، يقر بأنه غير راض عن سياسة حزب العمال حيال حرب غزة، لكنه يشدد على أن الحل هو "الضغط من داخل الحزب".

ويستشهد عمر بحركة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها بريطانيا وقت حرب العراق عام 2003، وكيف أنها لم تحل دون فوز حزب العمال الحاكم وقتها بالانتخابات العامة التي جرت عام 2005 رغم خسارته لعشرات المقاعد الانتخابية.

جورج غالاوي واليسار

وتعتبر المظاهرات التي تشهدها بريطانيا منذ حرب غزة الأكبر في تاريخ البلاد منذ حركة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها البلاد في عام 2003 تنديداً بحرب العراق.

وليست التظاهرات الحاشدة وحدها ما يربط بين حرب العراق وحرب غزة على مستوى الساحة السياسية في بريطانيا، فهناك أيضا جورج غالاوي.

فالسياسي البريطاني المثير للجدل كان من أبرز المعارضين لغزو العراق، ما نتج عن فصله من حزب العمال الذي كان الحزب الحاكم وقتها.

وجاءت حرب غزة لتعيد غالاوي إلى واجهة الأحداث مرة أخرى، فعقب وفاة النائب العمالي عن دائرة روتشديل، توني لويد، فاز غالاوي بالانتخابات التكميلية التي جرت في المنطقة التي يشكل المسلمون فيها نسبة 30 في المئة من السكان.

وتعهد غالاوي في حملته الانتخابية بأن يكون مناصراً قوياً للفلسطينيين، وقال بعد فوزه بالانتخابات "هذا الفوز من أجل غزة".

وكان غالاوي قد شكل في عام 2019 حزبا تحت اسم حزب الشغيلة في بريطانيا وهو حزب ذو توجهات اشتراكية فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية بينما يدعو إلى وضع "نهاية للخضوع البريطاني للولايات المتحدة".

جورج غالاوي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، جورج غالاوي

وفي أعقاب فوز غالاوي، أجريت الانتخابات المحلية في مايو/ أيار الماضي لتسفر عن تحقيق حزب العمال مكاسب كبيرة، ما أذكى الحديث عن فوز كبير محتمل للعمال في الانتخابات العامة.

لكن الأمر لم يخل من مفاجآت غير سارة للحزب المعارض؛ إذ أشار تحليل أجرته بي بي سي في شهر مايو/أيار الماضي لبيانات التصويت في 58 منطقة ببريطانيا يشكل المسلمون فيها أكثر من 20 في المئة من إجمالي عدد السكان، إلى تراجع شعبية حزب العمال بنسبة 21 بالمئة في تلك المناطق أثناء الانتخابات المحلية الأخيرة مقارنة بانتخابات 2021 المحلية.

وبحسب البروفسير، بول وايتلي، المختص في السلوك الانتخابي فإن هناك 20 دائرة في بريطانيا يشكّل فيها المسلمون أكثر من 30 في المئة من عدد السكان، وهي دوائر فاز بها العمال في انتخابات 2019. وتمثل هذه الدوائر نحو ثلاثة في المئة من إجمالي عدد المقاعد في مجلس العموم البالغ إجمالي عددها 650 مقعداً.

ويقول البروفسير وايتلي لبي بي سي عربي إن تأثير حرب غزة على الانتخابات يعتمد على حجم تعاطف الناخبين اليساريين مع الأمر، فهناك أصوات يسارية داخل حزب العمال تنظر إلى الحرب بوصفها "حرباً استعمارية تسعى فيها إسرائيل لحرمان الفلسطينيين من حقهم في تأسيس دولة".

وكان استطلاع رأي لمؤسسة YouGov قد أشار في مايو/أيار الماضي أن نحو 70 في المئة من البريطانيين يرون أن على إسرائيل وقف الحرب في غزة بشكل فوري.

لكن استطلاع رأي لنفس المؤسسة في ذات الشهر أشار إلى أن خمسة في المئة من البريطانيين يرون حرب غزة من بين أبرز ثلاث قضايا انتخابية.

وهكذا، فإن هناك حالة من التوقعات بأن حزب العمال، الذي يسعى إلى وضع نهاية لـ14 عاماً من حكم حزب المحافظين، قد يفقد أصوات قطاع من المسلمين غير الراضين عن سياسته حيال حرب غزة.

لكن السؤال حول حجم تأثير هذا التراجع المحتمل على المكاسب المتوقع أن يحققها الحزب في الانتخابات المقبلة لن يمكن الإجابة عنه إلا بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى بعد مرور عام على تهجيرهم من قريتهم غربي دارفور، أطفال الجنينة يكافحون من أجل المستقبل

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.