اخبار العرب 24 - كندا : قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت إن بلاده ستقيم مراسم تأبين وطنية لضابط الأمن الذي توفي متأثرا بجروحه إثر إصابته بأعيرة نارية بعد أن بادل نفسه طوعا برهينة في هجوم على متجر بجنوب غرب فرنسا يوم امس الجمعة نفذه إسلامي متشدد. وكان أرنو بلترام (44 عاما)، الذي خدم في العراق، نُقل إلى المستشفى وهو يصارع الموت بعد أن أطلق المسلح النار عليه في المتجر في بلدة تريب جنوب غرب البلاد. ووصفت شخصيات من كل الأطياف السياسية ما قام به الضابط بأنه عمل بطولي وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تزايدا في دعوات تكريمه على المستوى الوطني. وقال ماكرون في بيان قبل وقت قصير من فجر السبت ”توفي بطلا.. ضحى بحياته لإيقاف الإرهابي“.
وذكرت السلطات يوم الجمعة أن المهاجم يدعى رضوان لقديم (25 عاما) وهو فرنسي مغربي المولد من مدينة كاركاسون القريبة من تريب. وقال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان يوم الجمعة إن المهاجم معروف لدى السلطات لاتجاره في المخدرات وارتكابه جنحا وكان تحت مراقبة أجهزة الأمن في 2016 و2017 لصلته بحركة سلفية متطرفة.
ووفقا لبيان الحكومة أطلق المهاجم الرصاص على شخص وأرداه قتيلا أثناء سرقته لسيارة ثم قادها وأطلق النار على مجموعة من رجال الشرطة وأصاب أحدهم ثم قاد السيارة إلى تريب حيث احتجز رهائن في المتجر. وبعد وفاة الضابط يوم السبت ارتفع عدد ضحايا الهجوم إلى أربعة قتلى و15 مصابا.
وكان بلترام ضمن فريق من الضباط الذين كانوا أول من وصل إلى مكان المتجر الذي تمكن معظم من كانوا بداخله من الفرار بعد أن لاذوا بغرفة تبريد ثم فروا عبر مخرج للطوارئ. وعرض بلترام أن يبادل نفسه برهينة كان المهاجم ما زال يحتجزها وبعد أن أخذ مكانها ترك هاتفه المحمول على منضدة مفتوحا وعندما سُمع دوي إطلاق الرصاص اقتحمت قوات الشرطة الخاصة المبنى وقتلت المهاجم. وذكرت مصادر من الشرطة أن بلترام أصيب بثلاث رصاصات . وقال المسجد الكبير في باريس وهو الأكبر في المدينة إن المسلمين في فرنسا يشاركون البلاد الحداد على رجل ”قتل بطلا، وهو يؤدي واجبه، برصاص الإرهابي رضوان لقديم“.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم يوم امس الجمعة.وقال مكتب الرئيس إن مئات المحققين يعكفون على تحرى مصداقية إعلان المسؤولية ويبحثون في أي احتمال لتواطؤ قد يكون ”الإرهابي“ استفاد منه لتنفيذ هجماته.وقالت مصادر قضائية إن الشرطة اعتقلت شخصين في إطار التحقيق في الهجوم بينهما امرأة على صلة بالمسلح يوم الجمعة وشاب في السابعة عشرة قيل إنه صديق له اعتقل خلال الليل.
وأسفرت عمليات تفتيش لمنزل المهاجم عن العثور على كتيبات تشير إلى الدولة الإسلامية وما بدا أنها وصية إضافة إلى هاتف وجهاز كمبيوتر.وقال مصدر أن المحققين عثروا على ثلاث عبوات ناسفة بدائية الصنع ومسدس وسكين في المتجر.وسقط أكثر من 240 قتيلا في هجمات في فرنسا منذ عام 2015 على يد مهاجمين إما بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية أو استلهموا نهجه.وفرنسا إحدى الدول التي تقصف طائراتها معاقل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا حيث خسر التنظيم معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في الشهور الماضية.
وقال ماكرون إن بلترام كان أحد أفراد قوات المظلات وخدم في العراق عام 2005 كما عمل ضمن الحرس الجمهوري الخاص المسؤول عن حماية المكاتب في قصر الإليزيه في باريس. وهجوم الجمعة كان أول هجوم دام منذ أكتوبر تشرين الأول عام 2017 عندما قتل رجل امرأتين طعنا حتى الموت في مدينة مرسيليا الساحلية قبل أن يقتله جنود.
وتعاطف الفرنسيون في غالبيتهم مع عائلة أرنو بلترام وعبروا عن حزنهم وغضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد سماع خبر وفاة الضابط الفرنسي. حيث كتب أحد المغردين "علينا أن ننشر بشكل واسع صور الضحايا والضابط الفرنسي الذي ضحى بحياته ومصيره من أجل أن نعيش نحن في سلام ولا ننشر صورة المسلح الإرهابي" كما كتب الصحافي الفرنسي توماس سكوتو عبر تغريده على توتير: «يجب أن نسمي أحد الشوارع الباريسية باسم أرنو بلترام لكي لا ننسى ما حدث ولكي تبقى ذاكرتنا دائما يقظة وتعرف الأجيال القادمة ما قام به هذا البطل الشريف". ونشر مغرد أخر "يجب أن نخرج بالملايين إلى الشوارع لكي نتظاهر ونطالب بسجن كل المتشددين الدينيين الذين يشكلون خطرا على حياتنا".
وأسفر حادث احتجاز رهائن في سوبرماركت ببلدة تريب في جنوب غرب فرنسا عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم منفذ العملية الذي يدعى رضوان لقديم، وهو شاب مغربي يبلغ من العمر 25 سنة معروف بتشدده الديني.
وقال مولانس الذي يتولى التحقيق إن المهاجم الذي عرفه باسم رضوان (25 عاما)كان معروفا لدى السلطات لصلته بمتطرفين إسلاميين. وتابع "المراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات في 2016-2017 لم تكشف دلائل واضحة قد تؤدي بنا إلى توقع أنه سينفذ هجوما".
يُذكر ان بلترام متزوج وليس لديه أولاد وشارك مؤخرا في كانون الأول/ديسمبر 2017 في تدريبات في كركاسون حول كيفية التعامل مع حوادث إطلاق نار داخل متجر.