اخبار العرب 24 - كندا: قال مسؤولون إن العاملين في مجال الصحة بمخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلادش يعانون من نقص المسعفين القادرين على إعطاء مضادات السموم للمصابين بمرض الدفتيريا ( الخنّاق ) الذي أودى بحياة نحو 25 شخصا. وقام الجيش في ميانمار المجاورة بحملة على مسلمي الروهينجا من ولاية راخين في أعقاب هجمات لمسلحين من الروهينجا على قاعدة عسكرية ومواقع للشرطة في 25 أغسطس آب.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 650 ألفا من الروهينجا فروا من ميانمار التي يهيمن البوذيون على سكانها إلى بنجلادش منذ أغسطس آب بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف فروا قبل ذلك.
وعالجت منظمة أطباء بلا حدود، الوكالة الرئيسية التي تتعامل مع تفشي المرض البكتيري في المخيمات التي تؤوي الروهينجا، أكثر من ألفي مريض في الأسابيع القليلة الماضية وتستقبل نحو 100 حالة جديدة يوميا. وتصف منظمة الصحة العالمية الدفتيريا بأنه مرض شديد العدوى ويتفشى على نطاق واسع ويمكن أن يتحول إلى وباء ويصل معدل الوفاة جراء الإصابة به إلى عشرة بالمئة. ووصفت أطباء بلا حدود الدفتيريا بأنه مرض ”طواه النسيان منذ فترة طويلة في معظم أنحاء العالم بفضل زيادة معدل التطعيم“.وقالت كريستال فان ليوين، منسقة الأوضاع الطبية الطارئة لدى منظمة أطباء بلا حدود والموجودة حاليا في كوكس بازار حيث تقع مخيمات اللاجئين، إن المنظمة تمكنت من توفير مضادات السموم لنحو 12 مريضا يوميا فقط بسبب نقص المسعفين المدربين. وأضافت يوم امس الخميس ”عندما يتوفر لدينا ما يكفي من الأشخاص وتبدأ المنظمات الأخرى في إعطاء (مضادات السموم) ربما نصل إلى وضع لا يكون لدينا فيه مزيد من مضادات السموم“. وتابعت قائلة ”إنه سلاح ذو حدين. نحتاج لمزيد من مضادات السموم ونحتاج في الوقت نفسه للموارد البشرية اللازمة لإعطاء هذه الأدوية للمصابين“.
ومرض الخناق والذي يسمى ايضا بمرض الدفتيريا ينجم عن الإصابة بجرثومة تدعى جرثومة الوتدية الخناقية (Corinebacterium diphteriae). و الخناق (الدفتيريا) نادر الحدوث في المجتمعات التي تحرص على تلقيح الأطفال ضد الخناق (الدفتيريا). مرض الخناق أكثر شيوعا خلال فصلي الشتاء والربيع، ويظهر فقط عند الإنسان، إذ لم يتم تشخيصه عند الحيوانات، حتى الآن.
وهو و مرض الجهاز التنفسي العلوي بسبب بكتريا الخناق الوتدية، وهي بكتريا هوائيه إيجابية الجرام. يتميز المرض بالتهاب في الحلق، حمى منخفضة، غشاء ملتصق (غشاء كاذب) على اللوزتين والبلعوم، و/أو تجويف الأنف.يمكن أن يقتصر شكل أخف من الخناق على الجلد. وتشمل العواقب الغير شائعة التهاب عضلة القلب (حوالي 20٪ من الحالات) والاعتلال العصبي المحيطي (حوالي 10٪ من الحالات)
الخناق مرض معد ينتشر عن طريق الاتصال المادي المباشر أو تنفس رذاذ الإفرازات من الأشخاص المصابين. من الشائع جدا تاريخيا، أنه تم القضاء على الخناق إلى حد كبير في الدول الصناعية عن طريق التطعيم على نطاق واسع. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، كانت هناك 52 حالة خناق (دفتريا) بين عامي 1980 و 2000، وبين عامي 2000 و 2007 لم يكن هناك سوى ثلاث حالات لأن اللقاح الثلاثي (الخناق -السعال الديكي - التيتانوس) تم التوصية به لجميع الأطفال في سن المدرسة. ويوصي بجرعات تعزيزية من اللقاح للبالغين لأن فوائد اللقاح تقل بالتقدم في العمر بدون إعادة التعرض بشكل مستمر؛ وينصح بهذه الجرعات بشكل خاص للمسافرين إلى المناطق التي لم يتم بعد القضاء على المرض فيها.
ويصيب مرض الخناق، بشكل أساسي، الفم والعينين والأنف، وأحيانا الجلد، وتتم الإصابة بالعدوى (من المريض أو من حامل الجرثومة) عن طريق اللعاب. تفرز الجرثومة ذيفانا / مادة سميّة (Toxin) يسبب ظهور الأعراض السريرية الموضعية والمضاعفات. تبدأ علامات الخناق بالظهور لدى الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح ضد الخناق، وذلك بعد فترة حضانة هادئة تمتد من 2 - 6 أيام.
وبداية المرض عادة ما تكون تدريجية وتشمل الأعراض مثل: التعب والحمى، التهاب خفيف بالحلق ومشاكل بالبلع. الأطفال المصابين لديهم أعراض تشمل : الغثيان، التقيؤ، قشعريرة وارتفاع في درجة الحرارة، على الرغم من أن البعض لايُظهر أعراضا حتى تتقدم العدوى بشكل أكبر. في 10٪ من الحالات، يعاني المرضى من تورم الرقبة، يُشار إليه بشكل غير رسمي ب "عنق الثور"، وترتبط هذه الحالات مع ارتفاع أكبر في خطر الوفاة. بالإضافة إلى الأعراض في موقع الإصابة (التهاب الحلق)، فقد يعاني المريض أكثر من أعراض عامة، مثل الفتور، الشحوب وسرعة دقات القلب، سبب هذه الأعراض هو المادة السامة وتدعي "توكسين" تصدرها البكتيريا. من الممكن أن يتطور ويؤدي الى إنخفاض ضغط الدم عند هؤلاء المرضى، اما الأضرار على المدى الطويل لسم الخناق فتشمل إعتلال قلبي عضلي والاعتلال العصبي المحيطي(النوع الحسي).الشكل الجلدي من الخناق غالبا ما يكون عدوى ثانوية لمرض جلدي موجود مسبقا. علامات العدوى الجلدية للخناق تتطور خلال سبعة أيام بعد ظهور المرض الجلدي الأولي.