اخبار العرب 24 - كندا : توصل محامو الدفاع عن الفلسطينية عهد التميمي ( 17 عاما ) ، إلى صفقة مع النيابة العسكرية الإسرائيلية خلال جلسة في محكمة عوفر غربي رام الله، تقضي بموجبها عهد التميمي 8 شهور في السجن . وذكرت قناة العاشرة الإسرائيلية إن "النيابة العسكرية أعدت لائحة اتهام معدلة للتميمي تضمنت أربعة بنود بدلا من 12 بندا كانت وجهتها النيابة للتميمي في وقت سابق".وتتضمن اللائحة المعدلة اعتراف التميمي بإعاقة عمل جندي ومهاجمته، بينما أسقطت تهم التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من لائحة الاتهام الأصلية.
كما اتهمت التميمي بمهاجمة الجنود الإسرائيليين في خمسة حوادث أخرى، غير الذي أشير إليه في بند خاص بلائحة الاتهام والمتعلق بصفع جندي من لواء "جولاني" خلال تفريق مظاهرات في قرية النبي صالح، تلك الحادثة التي صورتها والدتها ناريمان التميمي وبثت بشكل مباشر على فيسبوك.
وجاء في لائحة الاتهام أن التميمي وابنة عمها وانضمت إليهما والدتها في وقت لاحق، ضربن الجنود بقبضات أيديهن وصحن في وجوههم، بينما أثرت الضربة التي وجهتها عهد للجندي في وجهه.
ولدت التميمي في 30 مارس عام 2001 في قرية النبي صالح . برزت إعلامياً منذ كانت يافعة من عمرها، حيث لفتت أنظار العالم بتحديها للجنود الإسرائيليين الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله، في آب (أغسطس) 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية. في 19 ديسمبر 2017، عادت عهد التميمي (وعمرها 16 عاماً) لتصدّر صفحات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتصديها للجنود، وقد بيّن فيديو تم تداوله على نطاقٍ واسع صفعها لجنديين مسلحين، ما أدى إلى اعتقالها فجر ذلك اليوم من منزلها. حين اعتقالها في 2017، كانت عهد التميمي لا تزال طالبة في الثانوية العامة الفرع الأدبي في مدرسة البيرة الثانوية للبنات.
والدها باسم التميمي درس الاقتصاد في جامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة. اعتقله القوات الإسرائيلية للمرة الأولى عام 1988 إبّان انتفاضة الأقصى؛ ثم أعيد اعتقاله عام 1993. تعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد " بأسلوب الهزّ" فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده. استشهدت أخت باسم عام 1993 أثناء حضورها محكمة لابنها جرّاء اعتداء مجندة إسرائيلية عليها، سبّب لها شللاً أودى بحياتها على الفور.
والدتها ناريمان التميمي، مواليد السعودية عام 1977. حاصلة على شهادة الثانوية العامة في مدينة رام الله؛ تعرّضت للاعتقال أكثر من 5 مرات، وتعرضت أيضاً للضرب من قبل الجنود الإسرائيلين بسبب توثيقها بالكاميرا لجرائم الاحتلال في قرية النبي صالح، لديها من الأبناء 3 من الذكور هم وعد، محمد وسلام ثم بنت واحدة وهي عهد.
والدها ووالدتها هما أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان التي تم تأسيسها عام (2009) لتنظيم فعاليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرية. كما تم تأسيس مكتب إعلامي لرصد وتوثيق جرائم القوات الإسرائيلية ضد الأهالي في القرية عُرِف بـ " تميمي برس
وشاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضاً للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها، وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماماً، وترى أنّ الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال". ومن ضمن ذلك كانت لا تتخلى عن المشاركة في المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعةَ شعار "اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم"، وكانت تتمنى دائماً أن تدرس القانون لتصبح محامية لتدافع عن وطنها وأهلها وشعبها. وكانت مسيرة النبي صالح بدأت منذ كانون الأوّل/ديسمبر 2009، كإحتجاج أسبوعي لأهالي القرية وبعض المتضامنين الدوليين ضد جدار الفصل العنصريّ ومصادرة أراضي القرية لصالح مستوطنة "حلميش"، وهي تأتي في سياق المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري الذي التهم جزءاً كبيراً من أراضي القرية.